الصفحة 25

33 1 0
                                    

أن يطلب زجاجة ماء معدني قبل أن ينام فاستوى في فراشه . وأضاء المصباح . ومد يده ليضغط الزر . وفي هذه اللحظة دق الجرس بشدة وعنف . فرفع "بوارو " يده ليتيح لعامل مركبات النوم أن يلبي دعوة المسافر الذي دق الجرس قبله . وسمع " بوارو" وقع خطوات العامل ثم سمع ضجة وجلبة تبين فيها صوت السيدة " هوبار " تلك الأمريكية الثرثارة التي لا تكف عن ذكر ابنتـهـا في كل حديث تسهم فيه . وانتظر " بوارو " حتى هدأت الضجة فدق الجرس وأقبل العامل في الحال وفتح الباب . قال له " بوارو" :
- هل لك أن تأتيني بزجاجة ماء معدني ؟
- حسنا يا سيدي . والظاهر أنه رأى في بريق عيني "بوارو " ما طمانه إليه وأشعره أنه سمع ما دار بينه وبين تلك الأمريكية الثرثارة فراح يقول :
- أرأيت يا سيدي في حياتك امرأة كهذه الأمريكية ؟ فابتسم " بوارو " وساله :
- ماذا فعلت ؟! إنها راحت تدق الجرس بعنف حتى خيل إلي أن حريقا شب في غرفتها . وعندما ذهبت إليها . وجدتها في حالة اضطراب شديد . وقد قالت لي بلهجة التأكيد إن رجلا دخل غرفتها . ولما فتشت الغرفة لم أجد بها أحداً . ولما سالتها من أي باب دخل ؟ أشارت إلى الباب الذي يفصل بين غرفتها والغرفة المجاورة . وهذا الباب موصد من الداخل ويفتح من غرفتها لا من الغرفة المجاورة .. وقد بذلت جهدي حتى استطعت أخيراً أن أقنعها بأنها واهمة إن العمل في الحق لا يطاق مع أمثال هؤلاء الناس . وفي مثل هذه الظروف فالثلوج تحيط .. فقاطعه "بوارو " :
- الثلوج ؟ !
-نعم يا سيدي .. ألم تلاحظ أن القطار قد توقف ؟ إن الجليد يحيط بنا من كل ...

جريمة في قطار الشرقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن