شاردا..كانت عينيه تتنقل ما بين البشر من كل لون وجنس يتحركون بكل إتجاه..منهم من تحمل عينيه الأمل قادما من أوطان تعيسة باحثا عن حياة جديدة ومنهم من تحمل أعينهم الحزن على فراق أحبة ومنهم من يتحرك بلامبالاة..أما هو فيجلس بمكانه لا يعرف لماذا سيعود؟؟ولما إستسلم لقرار اتخذه بلحظة ضعف؟؟هل حقا يريد العودة؟ام كان قراره متهورا بترك كل شيء حققه ويعود إلى مصر..كل شيء حققه!!إبتسم بسخرية هاذئا من نفسه..أي شيء حققه هنا..شقة مؤجرة وسيارة وعمل بشركة سياحة كبيرة!!ألم يكن يمتلك بمصر منزلا!!ألم يكن يمتلك عملا!!حتى بعد كساد السياحة كان يمكنه دائماً العمل مع شقيقه!!لكن هنا كان المأوى للهرب من كل شيء.من بين أفكاره التي تتسارع بعقله..إستمع إلى صوت المضيفة تعلن عن قيام رحلته إلى القاهرة..أحقا سيعود إلى أحضان المرأة الوحيدة بالعالم التي يعشقها تحرك
بألية ليحمل حقيبة ظهره ثم إتجه إلى حيث سيستقل الحافلة التي تقله حتى يصعد إلى الطائرة..لحظات وتحركت الحافلة وبينما تقترب من الطائرة العملاقة كانت مشاعر من القلق تتزايد بصدره..كيف ستسقبله والدته؟؟هل هي غاضبة؟؟بالتأكيد غاضبة أيها النذل!!كيف لا تكون غاضبة منك!!تركت شقيقك كعادتك يتحمل نتائج حماقتك ولم تستجب حتى لتوسلاتها من أجل العودة لتحضر زفاف شقيقتك..فتحت أبواب الحافلة فتحرك بخطوات مثقلة نحو الطائرة يصعد بهدوء وثقة تتنافي مع كل ما يتسارع داخل صدره وعقله من مشاعر حزينة وقلقة وكأنه رجل لا يبالي بالعالم..وضع حقيبته بمكانها بخزانة الحقائب ثم جلس بالمقعد وهو يتأفف بداخله لانه لم يجد بحجز الطيران مقعد فردي بالطائرة..والأن إكتمل الأمر وها هو مقعده بجانب فتاة شابة لا يتعدى عمرها أربعة وعشرين عاما..ان أخر ما يحتاج اليه الآن هو وجود فتاة سخيفة تتأفف بجواره من طول الرحلة.
جلس بلامبالاة بدون ان يلتفت لها ثم أسند رأسه إلى المسند الخلفي للمقعد مغمضا عينيه..
"سيد عاصم..أليس كذلك؟؟نعم انك السيد عاصم بالتأكيد"
قالت الفتاة التي بجواره بلهجة مصرية واضحة ففتح عينيه مندهشا..بعد ان نظر بوجهها بدت له بالفعل مألوفة له..لقد فطن منذ أول لمحة لها وهو يتقدم ليجلس إلى جوارها انها عربية ولكن بعد حديثها أيقن انها مصرية أيضا مثله..لكنه لا يتذكر اين رأها من قبل.
"هل تعرفينني؟؟"
"نعم بالتأكيد"
قالت ولمحة من السعادة على وجهها..
سعادة أن تجد شخصا ما مألوفا ولو بعض الشيء بمكان بعيد جدا عن كل ما هو مألوف.
"إسمي نور السليماني..هل تذكرني؟؟"
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...