عادت نور إلى غرفة عاصم مسرعة بعد ان طلبت من الموظف الذى كان يصطحبها ان يأتى بالطبيب على الفور..ثم ألقت نظرة إرتباك على وجه عاصم الذى يتصبب بالعرق و صدره العاري التي تلمع قطرات العرق فوق بشرته لتتعلق بشعيرات صدره السوداء و بالنهاية زفرت بقوة فهي أبدا لم تكن مضطرة إلى تمريض أحد ولا تعرف ما الذى يجب فعله في هذه الأوقات ولكن بلحظة تراءى لها ما كانت تفعله والدتها عندما تصاب هي أو فجر بالحرارة فأسرعت إلى الحمام و بحثت عن منشفة صغيرة بالخزائن و رطبتها بالماء الفاتر ثم عادت و إقتربت من الفراش لتضع المنشفة الرطبة على جبهته وهي تهز رأسها بقلق وتفكر ما الذي أصابه؟وماذا ستفعل؟.
لم تكد دقيقة تمر وكانت المنشفة قد أصبحت ساخنة من حرارته فسارعت نور ترطبها مرة أخرى بالمياه الفاترة ووضعتها على رأسه بينما سمعت تمتمة من بين شفتيه يهذي بإسمها فقطبت حاجبيها وانخفضت قليلا تحاول ان تستمع إلى هذيانه و شعور بتأنيب الضمير يعتريها وكأنها تتلصص على شخص ما و تنتهك خصوصيته ولكن فضولها كان أقوى من كل ذلك لتستمع له يتمتم:
"نور..لا أريد..أتركيني."
فزمت شفتيها بغضب وهي تتمتم بغيظ:"وهل أمسك بك يا أحمق !"
عاود التمتمة بإسمها و هي تستمع لها وتضيف:
"هيا عاصم قل مثل الأفلام التاريخية...أغربي عن وجهي يا فتاة..يالله حتى وأنت تهذي لا تطيق قربي!!"
وفجأة رفع ذراعيه وإلتفت من حولها فسقطت فوق صدره العاري و هي تشهق بقوة و توقفت أنفاسها و هي ترفع عينيها تنظر إلى وجهه فأدركت انه مازال يهذي ولكن هذيانه هذه المرة لطيف جدا بينما يتمتم:
"عطرك يحاصرني..يتسلل إلى أنفاسي.. ويستقر هناك عميقا بداخلي."
تسارعت أنفاسها وأصبحت نبضات قلبها تدوي بقوة كصوت الرعد تكاد تخترق أذنيها فقربها منه لهذه الدرجة وهو عاري الصدر جعل مشاعرها تختلط ما بين الخجل و شعور ما لا تعرف له ماهية يجعلها تكاد ترقص على وقع نبضات قلبه أسفل يديها..بالإضافة إلى كلماته التي جعلت قلبها يقفز إلى أقصى معدل لنبضاته وما هي إلا لحظات حتى ارتخت يديه حولها وعاد ليتمتم بطريقة غير مفهومة..فنهضت مبتعدة تحاول ان تستعيد توازنها وهي تحدث قلبها بينما تعيد ترتيب خصلات شعرها التي تبعثرت بفعل سقوطها فوقه:
"هيا أيها الأحمق توقف عن القفز فرحا فهذا ليس إعترافا بالحب..انه فقط رجل يهذي من المرض."
زفرت عدة زفرات ثم إلتقطت المنشفة و
رطبتها مرة أخرى ثم عادتلتضعها فوق جبهته وبعدها إتجهت إلى الخزانة تحاول ان تجد له شيء ما ليرتديه أنها على ثقة ان وجوده عاريا مع التكييف ليس جيدا بالمرة و ربما تي شيرت قطني يتكفل بالأمر..ولكن الخزانة فارغة تماما فإستدارت حولها بالغرفة ووجدت حقيبة كبيرة من حقائب الظهر فأسرعت نحوها لتجدها مبعثرة بدون ترتيب بالرغم ان الملابس التي بها مطوية بعناية و رائحة عطرة تفوح منها ولكن بالتأكيد يده العابثة لم ترحمها..بحثت قليلا حتى وجدت تي شيرت أبيض قطني إلتقطته وإتجهت نحوه و مررت التي شيرت عبر رأسه ثم بحذر و ارتباك رفعت ذراعه الأيمن و مررته داخل أحد أكمام التي شيرت ثم عاودت الأمر مع ذراعه اليسرى و لم يعد ينقصها سوى ان تمرره أسفل جسده فوضعت ذراعها أسفل رأسه محاولة ان تحصل منه على ردة فعل ليرفع جسده و بالفعل رفع جسده قليلا فمررت التي شيرت من أسفل ظهره وهي تغمض عينيها بخجل فهي لم تتخيل أبدا ان تكون قريبة من رجل عاري الصدر بفراشه و تساعده على ارتداء ملابسه أيضا و بينما تحاول ان تعيد جسده ليرقد فوق الفراش تمتم:
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...