الرابع

80 3 0
                                    

"و لماذا عاصم المهدى؟؟لماذا تصرين عليه؟؟ليس وكأني لست مقتنع بكل أسبابك التي تسرديها منذ أكثر من خمسة عشر دقيقة..بل على العكس أنها أسباب جيدة..لكن هذا الرجل تورط من قبل بلعب القمار وخسر أموالا طائلة..ربما أكد شقيقه أكثر من مرة ان عاصم يرسل هذه النقود له من الخارج ليقوم بتسديدها..لكن أنا واثق تماما ان هذا ليس حقيقي..فشقيقه هو من كان يقوم بذلك."

"والدي لقد قلت أنها مرة واحدة التي تورط

في هذا..ربما بسبب شيء ما دفعه إلى ذلك..انا لا أبرر الخطأ ولكن ليس زاهر السليماني من يحكم على الشخص من خطأ واحد بحياته..ثم أنت بنفسك كنت تمدح الآن شقيقه ومن قبل كنت تمدح عاصم اي ان أصولهما طيبة..وخطأ واحد لا يستحق الإنسان ان يحمل وزره طوال العمر."

شرد والدها قليلا ثم قال:

"حسنا..فلنضع الحسابات بعيدا عن عملك وعمله وليكن هناك شخص مكلف بمراقبتها..ربما تكلفة راتب محاسب خيرا من مشاكل مستقبلية..علاقته مع بدو سيناء هي ما تجعلني أتفق تماما بانه الشخص المناسب..لقد أصبح بينه وبينهم علاقة دم كأحد أبنائهم."

إتسعت عيني نور بدهشة ثم قالت:

"علاقة دم؟؟كيف ذلك؟؟"

"أنها حكاية طويلة أنتشرت بين البدو بسرعة وتناقلت حتى وصلت الي من أحدهم..ربما الكثيرين لا يعرفون سبب علاقاته مع البدو وسلموا بأن الرجل

إستطاع كسب مودتهم فقط فأصبح

صديقا لهم..لكن هذا ليس صحيحا"

قالت نور بحماس:"هيا والدي لقد؟أثرت فضولي"

"حسنا..بأحد السفاري التي كان يقوم بها مع السائحيين والتي تنتهي بليالي بدوية في الصحراء..كان إبن رئيس قبيلة العلايلية ــ وهي أحد أكبر وأهم قبائل بدو سيناء ــ وهو شاب بمقتبل العمر ربما أصغر من عاصم نفسه بسنوات قليلة..كان يقود سيارته بالقرب من المخيم الذى كان به عاصم ويبدو انه كان يقود بسرعة جنونية أو ان السيارة كان بها عطل ما..لا أعرف بالضبط..الأهم ان السيارة انقلبت رأسا على عقب وسمع الجميع صوت الارتطام فأسرعوا نحو السيارة ولكن الجميع خشى الاقتراب فالسيارة كانت على وشك الأنفجار والبنزين يتسرب منها..لكن عاصم أسرع وبدون تفكير إقترب من السيارة محررا الشاب قبل ان تنفجر السيارة بثواني معدودة وحينها أصيب ببعض الحروق الطفيفة من الشرارات التي تتطايرت.."

صمت زاهر السليماني ورفع فنجان قهوته يرتشف منه وهو يرى اتساع عيني ابنته التي تنظر له بشغف..كأنه يقص لها حكايات من تلك التي كان يقصها عليها و شقيقتها بينما كانوا أطفالا عن الفراعنة وآسرارهم..ربما حينها كانوا لا يدركون لكل ما يرويه لهم ولكنهم نشأوا على حب تاريخهم العريق.

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن