العشرون

60 3 0
                                    

بصمت انحدرت دمعة من عيني لمار لتستقر على صدر آسر العاري فشعر برطوبتها..فوضع أصابعه أسفل ذقن لمار ليجعلها تنظر إليه ثم قال:

"لما البكاء يا قلب آسر؟"

"لماذا عاد آسر؟وماذا يريد مني؟لقد رحل وانا بحاجة له..لماذا يريد العودة الآن؟"

 قالت لمار وقد بدأت دموعها تنهمر بغزارة بينما تفكر بوالدتها وكيف تشعر الآن..والدتها تلك المرأة التي ضحت بكل شيء من أجلها..نسيت من أجلها أنها إمرأة وتذكرت فقط أنها والدة.

"لمار..إهدئي حبيبتي..والدك عاد جالسا على مقعد متحرك..وبعينيه انكسار و ندم..هذا ما أخبرني به عاصم"

 قال آسر وهو يفكر بأنها يجب ان تعرف الصورة كاملة قبل ان تقرر.

"هل تدرك آسر شعور طفلة فقدت والدها وهو على قيد الحياة؟"

 لم يكن سؤال بقدر ما كانت راغبة بأن تتحدث عما يؤلمها..تتحدث عن شيء لم تخبره لأي أحد من قبل.

"كنت أكذب على صديقاتي بالمدرسة.. أخبرهم أن والدي يسافر كثيرا ويعود

فقط بالعطلات المدرسية..أنسج الحكايات عن رجل وهمي يلعب معي ويشتري لي الهدايا..يغضب مني أحيانا و يسعد بتفوقي مرات أخرى..كنت أشعر بطعنة بصدري عندما أرى والد إحدى صديقاتي وهو ينتظرها أمام باب المدرسة أو عندما أقف بالشرفة وأرى فتاة تمسك بيد والدها و السعادة تشرق بعينيها..كنت أتساءل حينها لما لم يحبني؟لما رحل عنا؟وعندما ذهبت إلى الجامعة أخبرت الجميع ان والدي متوفي."

تنهد آسر بينما عانقها بقوة وهو يربت

على شعرها قائلا:

"إذا كنت لا تريدين رؤيته فلن يجبرك أحد على ذلك لمار..لا أحد يستطيع."

"لا أريد آسر..لا أريد..لما يجب ان أجرح والدتي؟من أجل ماذا؟فليطلب المغفرة من الله..لكني بشر ولا أستطيع ان أغفر له رحيله عنا"

 أجابت بينما ترفع وجهها وتجفف عينيها ثم أضافت:

"هو من أراد ألا يكون جزء من حياتنا..هذا اختياره..فليتحمل عواقبه."

صمتت عدة دقائق بينما آسر يمسد

شعرها بحنان مانحا لها الهدوء ثم إنحنى ليقوم بتقبيل جبينها فرفعت رأسها له وقالت فجأة بشعور جارف بالرغبة في ان تذوب بين أضلع هذا الرجل الذى تعشقه:

"قبلني آسر."

تقوس حاجبيه بدهشة ثم تمتم وهو ينحني ليقوم بتقبيل وجنتها برقة هامسا:

"هل تريدين ان أقبلك هنا؟"

ثم إنحدرت شفتيه إلى عنقها يقبلها قبلات ناعمة رقيقة وهو يعاود همسه:

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن