جلس على مقعد مكتبه وعينيه تتابع حروف الرسالة التي يقرأها بتركيز شديد..أنها أحد عروض الأسعار التي يقدمها أحد فنادق الدرجة الثالثة حيث يحاول ان يضع عرض نهائي لرحلات الشباب حتي يرسلها إلى الشركة الايطالية..بتركيز شديد كان ينتقل من رسالة إلى أخري ومن عرض إلى أخر حتي قاطعه صوت رنين الهاتف فتجهم وجهه ورفع سماعة الهاتف الداخلي يتلقي الإتصال:
"سيد عاصم..هناك إتصال من أجل الآنسة نور و هي لديها إتصال أخر..هل أقوم بتحويل الإتصال لك؟"
قالت سلمي السكرتيرة الجديدة...
"الإتصال للأنسة نور..ما شأني أنا به..ثم ان هذا عملك..هل تريدين ان أخبرك كيف تتصرفين في المواقف المشابهة؟ربما يمكنك ان تطلبي من المتصل الإتصال بوقت لاحق..او ربما يمكنك ان تحتفظي برقم هاتفه وتعيدي الإتصال به أو يمكنك ان تدعيني و شأني وتجدي حلا لمشكلتك بنفسك"
قال بتعجرف وغضب من مقاطعته وعلى
الطرف الأخر من الإتصال تنفست سلمي بعمق محاولة الا تبكي من طريقة مديرها الجافة و الساخرة..انه أول يوم عمل لها و مازالت تتدرب على العمل.
"أسفة سيد عاصم"
قالت بتهذيب ثم سمعت صوت غلق السماعة.
وعندما رفعت عينيها وجدت مصطفي عامل الشركة يضع أمامها كوب الشاي الذي طلبته وهو يبتسم قائلا:
"ستعتادين على طباعه النارية لكن
للحقيقة و بالرغم من أنها عدة أيام قليلة قضيتها هنا الا انه يبدو رجلا طيب ورائع..فقط حاد الطباع قليلا"
زمت شفتيها ثم قالت ساخرة:
"حاد الطباع قليلا ! قُل كثيرا أو كثيرا جدا."
فإبتسم مصطفي وقال:
"اصبري قليلا..ستعتادين على طريقته."
ثم إستدار عائدا إلى المطبخ حتي يعد القهوة لمديره وسرعان ما أعدها وعاد يخطو بإتجاه مكتب عاصم ثم دق الباب و دخل ليضع القهوة على المكتب فإلتفت
عاصم إليه وقال:
"مصطفي..هل الآنسة نور غادرت؟"
"لا..أنها بمكتبها سيد عاصم"
قال مصطفي بإبتسامة هادئة لا تغادر وجهه الأسمر ثم إستدار مغادرا..تاركا عاصم يتنهد بقوة ثم ارتشف من قهوته عدة رشفات قبل ان يترك ما تبقي منها ويتجه خارجا من مكتبه بإتجاه مكتب نور..نظرات سلمي التي تجلس على مكتبها تتبعه وهي تتنهد بحسرة فبالرغم من وسامة هذا الرجل التي لاتراها الا على شاشات التلفاز الا ان طباعه لا تجعلها تتمني ان تقع اي إمرأة في حبه..حتي لو كانت من ألد أعدائها..عادت عينيها إلى حيث الأوراق التي بيدها لتتابع عملها بينما عاصم يطرق الباب حتي سمع صوت نور يقول:
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...