السادس

92 4 0
                                    

لم تكن سوي جزء من الثانية حتى تفهم جاسر الأمر وقال لصديقه:

"حسنا..أنتظر سأقوم بايصالك"

ثم وقف هو الأخر وغادرا الطاولة وبينما يمر آدم بطاولة فجر ألقى لمحة سريعة نحوها وهمس لصديقه:"هل تعرف هذه الفتاة؟"

"فتاة!!هذا المصطلح نفذت صلاحيته منذ قرن مضى"

"حقا..وماذا أجادت اللغة عليكم من مصطلحات جديدة خلافا لفتاة؟" قال آدم ساخرا و هو يدرك تماما لكل الألقاب السوقية التي يستخدمها بعضا من زملائه.

قال جاسر مبتسما :"حسنا..حسنا..لن أتلقى منك محاضرة الآن عن التقاليد والإحترام"

ثم أضاف:

"اي..فتاة تعني؟"

"تلك التي بالطاولة بمفردها" قال آدم بينما يشير بعينيه اشارة خفية لم يلحظها سوى صديقه.

"أنها أحد بنات زاهر السليماني..فجر ام نور لا أدرى سمعت أسمائهم تتردد فقط بين صديقاتهم حينما يكونوا مجتمعيين أثناء.."

قال آدم :"بل هي فجر"

 امسك بمرفق صديقه يوقفه قبل ان يخطو خارج باب المطعم وقلبه ينبئه ان إسمها فجر..ويجب ان يتحدث إليها الآن..كيف لا يدرى ولكنه لن يغادر قبل ان يحدثها.

قال جاسر بدهشة:"حقا و كيف عرفت؟؟"

نظر إلى صديقه فلم يعد يفهمه ؛لقد تم استدعائه وها هو ينسى كل شيء ويركز إهتمامه على..فتاة!!

"أليس لنا في أسمائنا نصيب كما يقولون؟؟و هي فجر..اشراقة خجولة تبدد الظلام و تنبض بالأمل..وليست نور واضح جرئ مشرق"

"حقا!!ماذا؟هل أعرفك سيدي؟؟هل أنت ضابط صاعقة بالجيش؟من الصعيد؟ام شاعر وانا لا أدرى..أحب ان أذكرك فقط آدم انه تم استدعاؤك وان هذه إبنة السليماني وليست فتاة للمغازلة"

قال آدم :"اذهب للسيارة جاسر و سأتي خلفك"

وتركه ثم إتجه إلى طاولة فجر وقلبه ينبض بقوة لا يعرف متى شعر بنبضات قلبه تتسارع بهذه الطريقة..ربما بعد ساعات و ساعات من التمارين المكثفة.

وصل إلى المنضدة وإنحنى بقامته الفارهة الطول ثم قال:

"اياً كان من تنتظريه فهو حقا لا يستحق وقتك..لأنه كان يجب ان يكون بإنتظارك وليس العكس"

لم يكن آدم قد لاحظ الجسد الأنثوي الصغير والقامة القصيرة التي تقف خلفه حتى سمعها  تقول بإبتسامة تكاد لا تستطيع اخفائها:

"أشكرك..لأنك تحاول ان تثير غضب شقيقتي الكبرى ضدي"

إلتفت نحو الصوت متفاجئا لثاينة لا أكثر ثم عاود النظر إلى فجر وقال بعينين مبتسمة وصوت عميق:

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن