لم تستطع لمار ان تنطق بكلمة واحدة أمام ذلك المشهد..فقط..إلتفتت وأسرعت تهرول تاركة الرجلين خلفها وهما مازالا ينظران بصدمة للسكرتيرة التي أفاقت من غيبوبة الإفتتان التي كانت غارقة بها وكان أول من تخلص من صدمته هو آسر الذى شعر فجأة بالفراغ المؤلم الذى يشعر به دائماً حينما لا تكون لمار بالقرب منه..فإستدار بغضب إلى رئيس العمال قائلا:
"سأذهب الآن..حينما أعود غدا..أريد اتمام إنهاء عملها هنا و تسليمها مستحقاتها كاملة مع ثلاثة شهور اضافية..أخبر المحاسب بذلك ودعه يتولى الأمر..و عينات الألوان بالمكتب."
"حسنا..بني..اذهب خلف زوجتك و لاتهتم بشيء..ما طلبته سينفذ."
أسرع آسر باختطاف سترته من بين يد السكرتيرة وهو ينظر لها بغضب..ثم دس يده بجيب سترته و إلتقط مفاتيح السيارة ثم ألقى بالسترة أمام عينيها بسلة القمامة و إستدار مغادرا بسرعة وهو يغلي بالغضب..من منحها الحق ان تسلب ما ليس لها؟؟من منحها الحق في ان تعرض لمار لهذا الموقف؟كيف تجرأت على فعل ذلك؟ألا تدرى انه قلبا وروحا وجسدا ملكا لجميلته ومليكة قلبه وصغيرته؟
غارد البوابة مسرعا بسيارته ثم أوقف السيارة بالخارج ليتلفت يمينا ويسارا ولكنه لم يجدها..فحاول الإتصال بها ولكنها لا تجيب و استمر بالمحاولة و لكن لا إجابة..
بالسيارة الأجرة كانت لمار تنتحب بالبكاء و هي تحمد الله ان السائق ليس من النوع الفضولي بل احترم بكائها وصمتها الذى تتطاحن الأفكار من خلاله وهي ترى هاتفها يضئ بإسم آسر ولكنها لا تستطيع ان تجيبه فما يشتعل بقلبها من حزن و ألم لا يحتمل..هل يخونها آسر؟هل ندم على زواجه منها لفارق العمر؟هل يريد أخرى تتفهمه أكثر؟ومتى لم تتفهمه هي..متى لم تعشقه كما لم تعشق إمرأة رجل؟هل سيجد عند سواها هذا العشق؟أنها تشعر بالاختناق تكاد لا تستطيع التنفس..أنها تعشقه ولا تدرى كيف إستطاعت ان تتحمل رؤية أخرى تمسك بسترته بهذه الحميمية..تعانقها و
تستنشق عطره.
وصل آسر بسيارته أمام المنزل وفكر ان يذهب إلى والدته أولا فربما ذهبت تشكوه لها كما إعتادت منذ كانت طفلة ان تشكو عاصم وريم وتبكي في صدر والدته إذا أغضباها ولكن الآن ستبكي صغيرته منه و بسببه..و ربما تشكوه الآن لوالدته.
"والدتي..والدتي"
هتف آسر وهو يدخل إلى المطبخ مهرولا..فإتسعت عيني والدته بدهشة فهي لم تتوقع قدومه وكانت على وشك الإتصال بآمال ليتناولوا الغداء سويا ثم يذهبا للتسوق من أجل العرس بما ان لمار و آسر بالخارج وعاصم لن يأتي على الغداء.
"ماذا هناك آسر؟!..ماذا حدث؟!"
قال بتوتر وقلق وهويلتفت حوله لعله يجدها: "هل جاءت لمار إلى هنا؟"
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...