الثامن عشر

82 3 0
                                    

"أخبرهم يا خال إذا لم يسافروا للقاهرة لحضور عقد قران آدم..أقسم ان أضع لافتة دعاية وصورة لمرشح مجلس الشعب المنافس لكبيرهم على نافذة

عيادتي و على سيارتي..ربما لن أستطيع ان أفعلها بالمنزل لكني سأضعهم على ما أملك..بل و سأقوم بنفسي بتوزيع بطاقات الدعايا بالبلدة كلها حتى يكون عار ما بعده عار ينصب عليهم و تتقاذف الألسنة أخبارهم."

قالت نجاة بغضب يعلو وجهها الأسمر الجميل الذى تلاشت رقته ونعومته

لتكسوه الجدية و الإصرار وتلتهب عينيها السوداء بنظرات غاضبة ناقمة.

"إهدئي بنيتي..إهدئي..انهم عائلة أبنائك لا يجب ان تنسى ذلك"

قال الخال محاولا تهدئتها و امتصاص بعضا من غضبها بعد ان إستمعت إلى الأعذار الواهية التي أخبروها له حتى يتنصلوا من الذهاب إلى عقد قران آدم.

"عائلة أبنائى!!"

 قالت بنبرة ساخرة ثم أضافت:"إنهم لم يكونوا عونا لآدم أو فارس ( رحمه الله )..فهل سيكونون عونا لأبنائي؟"

"حسناً بنيتي أنا لي شأن آخر معهم و سواء كانوا معنا ام لا..سنذهب أنا و أنت و الصبية لنكن بجوار آدم"

 قال رابح بهدوء وهو يقف من جلسته رافعا رأسه بشموخ ليلمح شقيقته المتشحة بالسواد تقف بأعلى الدرج تراقب ما يحدث بوجه متجهم صامت..فأضاف وهو يعاود النظر لنجاة:

"آدم يستحق ان نكون لجواره و هذا لا جدال فيه..إذا قررتي ان تخوضي حربا معهم فلن تكوني بمفردك..سأضع لافتات منافسهم على شرفات منزلي و لنرى ماذا سيكون

رأيهم في هذا!!"

إقتربت نجاة من خالها لتقف على أطراف أصباعها وتقوم بتقبيل كتفه بعينين دامعة قائلة:

""آدامك الله لنا يا خال وجعلك سندا وعونا لكبيرنا وصغيرنا"

ربت الخال على كتفها مبتسما وهو يومئ برأسه بينما يرفع صوته قليلا وهو يرفع نظرة حانية بإتجاه شقيقته وقال:

"تشبهين خالتك في عنادها و قوتها و إصرارها ورأسها اليابس"

"أعرف يا خال..لقد أخبرني منتصر ذلك

مرارا"

قالت نجاة بإبتسامة يشوبها الحزن و الشوق لنبرة صوته التي إفتقدت مداعبتها لأذنها.

إتجه الرجل الوقور ذو إلهيبة ليخرج من الباب بينما إستدارت نجاة فوجدت خالتها تقف أعلى الدرج..فتنهدت بعمق وهي تدرك ان والدة زوجها الراحل إستمعت إلى كل ما تفوهت به..فإقتربت صاعدة الدرج ووقفت أمامها وبدون ان تتفوه بكلمة ألقت بنفسها على صدر خالتها قائلة:

"أفتقده خالتي..أفتقده..أشعر أنني

ضعيفة بدونه..ربما أدعي القوة ولكني لست كذلك."

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن