السابع

63 3 0
                                    

دق جرس الباب بمنزل آسر..فخطى نحوه ليفتحه متوقعا الضيف القادم فهو يجلس مع عاصم بإنتظاره منذ الإتصال الذى تلقاه على هاتف المنزل يطلب فيه آدم موعد لرؤية عاصم.

"السلام عليكم..رائد آدم صقر الهواري."

قال آدم بتهذيب بمجرد ان فتح آسر له الباب وهو يتأمله..رجل مهيب قمحى البشرة..بالرغم من الثقة و الكبرياء الذى يقف بهما الا ان عينيه تنضح بالحزن الذى لم يخفي عن عيني آسر.

قال آسر:

"وعليكم السلام..تفضل."

 أشار له فتبعه آدم وهو يغض بصره عما قد يجرح أهل البيت..أنها عادات نشأ عليها وتسرى بشرايينه سريان دمائه.

بغرفة الصالون تقدم عاصم يستقبل الضيف القادم بينما يكسو وجهه الإرتباك أو ربما هو الشعور انه على وشك مواجهة ذنبه..تصافح الرجلان بينما قال عاصم:

"عاصم المهدي..صديق شقيقك فارس رحمه الله"

"تشرفت بمعرفتك سيد عاصم."

قال آدم بينما ينظر بعيني عاصم وكأنه يخترق أعماقه أو كأنه يرى فيه أيام شقيقه الأخيرة وكيف قضاها..جلس الثلاثة رجال دقائق معدودة للترحيب ثم استأذنهم آسر وتركهم برغم انه لم يكن يريد ترك عاصم يواجه موقف مثل هذا بمفرده..لكنه الآن رجل ويجب ان يواجه مواقفه بدون حمايته وتدخله.

"آسف على ازعاجك ولكنى طلبت مقابلتك لسببين أولهما..أردت معرفة إذا كان فارس رحمه الله ترك وصية ما أراد تحقيقها أو شيء من هذا القبيل؟"

قال آدم وهو يحاول ان يبدو متماسكا صلبا..فهو لم يستطع ان يقوم بهذه الزيارة سوى بعد عدة أيام مضت على مغادرته منزل والدته.

"فارس لم يترك اي وصية معي..انما هي رسالة فقد كنت معه باللحظة التي توفي بها..قال لي..أخبرك ان تُقبل يد والدتكما وتطلب منها ان تسامحه فهو لم يكن الرجل الذى تمنته وهرب كالجبناء..ربما هو لا يوافق على أي شيء من تلك التقاليد ولكنه أبداً لم يكن عليه ان يهرب..أخبرنى..ان أبلغك اعتذاره لأنه تركك تواجه كل ذلك بمفردك ولم يكن شجاعاً مثلك ليبقى ويحارب تقاليد وعادات أسالت أنهار من الدماء."

قال عاصم وقد بدأ صوته يختنق بالدموع بينما يحاول ان يبقى ثابتا هادئا في مواجهة ذلك الرجل الذى يبدو عليه انه لم يعرف لحظات ضعف أبدا بحياته..ثم تنهد وأضاف عندما ظل آدم صامتا فقط يستمع:

"للحقيقة..انا..كنت أتمنى مقابلتك فهناك اعتراف أريد ان أخبرك به."

لحظات صمت من كلا الرجلين ثم أخيراًقال آدم

ليكسر الصمت و يحث الشاب الذى يجلس أمامه ولا يجد الكلمات.. فعلى ما يبدو انه أمر محرج:"اعتراف!!"

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن