ضربات قوية منتظمة من ذراعيه جعلت جسده يندفع بالماء بإنسيابية وسلاسة لا تتلائم مع هذه القامة الطويلة وكتلة العضلات الصلبة التي يتكون منها جسده..اندفع جاسر إلى الأمام يحاول ان ينافسه فيتقدم عنه للحظات ولكن يعود آدم ليتغلب عليه بإصرار حتى أصبحا على عمق كبير فتوقف آدم عن السباحة منتظرا وصول صديقه حتى يبدأ بالعودة..
وما ان خرج من البحر تفاجئ بها فقد كانت تجلس على أحد مقاعد الشاطئ وساقيها تمتد أمامها شعرها الأسود كسماء ليل غاب عنه قمره يتطاير إلى الخلف و ترتدي فستان أبيض تزينه وردات زرقاء صغيرة يصل إلى كاحليها ولكن بدون أكمام..فقط شريط رفيع يلتف حول كتفيها و ذراعيها عارية تماما..وتنخفض حافة صدر الفستان قليلا و لكن بما يكفي ليظهر عنقها و تجويف عظمتي كتفيها..انه لم يرها بفستان من قبل وحتى لم يرها ترتدي شيء عاريا مثل هذا..بكل مرة رأها كانت ترتدى بدلات نسائية أو سروال جينز وقميص نسائي بأكمام طويلة..اشتعل الغضب بصدره انه يعرف ان هناك الكثيرات غيرها على الشاطئ متحررات بملابسهن أكثر منها ومنهن من تتهادى على الشاطئ بملابس السباحة لكن ليس هي..ليس فجر..فبلمحة واحدة على الشاطئ كان قد أحصى المظلات و الجالسين أسفلها و أحصى عدد العيون التي تختلس النظرات إلى تلك الجميلة الشاردة التي كما يبدو تقرأ شيء ما على التابلت ولا تهتم لأيا كان..فإقترب منها بخطوات واسعة وما كاد يصل أمامها حتى رفعت عينيها فقد ألقت قامته ظلا عليها..كان يقف أمامها عاري الصدر ويرتدي سروال السباحة الذى يصل أعلى ركبتيه ويلتصق بجسده العضلي و ما زالت المياه تنساب على جسده.
قال محاولا كظم غضبه:
"صباح الخير..فجر"
فأجابت بصوت هامس وبخجل من رؤيته بتلك الصورة:
"صباح النور"
إلتفت يسير خطوات نحو مظلته ثم إلتقط حقيبته وعاد ليضعها فوق مقعد الشاطئ المجاور لها بينما هي تحاول يائسة ان تعيد تركيزها على ديوان نزار القبانى (انا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء ) ولكنها ما عادت تتذوق الكلمات وأصبحت تهرب من أمام عينيها ،وهي تلمحه يلتقط منشفة ويجفف جسده وشعره ثم جلس على حافة المقعد وقال بهدوء:"فجر"
"نعم"
أجابت وقد انطلقت الكلمة من بين شفتيها بدون ان تستطيع السيطرة عليها فخرجت رقيقة ناعمة بصوت منخفض..فإبتسم رغما عنه لتلك النبرة التي تخترق قلبه ثم أضاف:
"هل تعرفين كم رجل ينظر اليكِ الآن فجري؟هل تعرفين كم رجل أريد تهشيم فكه و كم رجل أود كسر عنقه حتى ينظر أمامه ولا يختلس النظرات لكِ؟"
رفعت عينيها التي اتسعت وهي تنظر له بدهشة وصدمة بأن واحد واختنقت الكلمات بحلقها لم يمنحها عقلها جوابا ملائما ولكنها تمكنت ان تجلس بإعتدال مستعدة للوقوف ومغادرة المكان ولكن آدم أسرع و أمسك بيدها ثم قال:
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...