الخامس عشر

55 3 0
                                    

طوى آدم الطريق مسرعا فكل دقيقة تمر تنتقص من الوقت الذى سيقضيه مع فجر التي يشتاق لرؤيتها فثلاثة أسابيع قد مرت لم يستطع خلالهما ان يراها..فبمجرد ان عاد للكتيبة كانت هناك مهمة بإنتظاره ولكنه أخيراًتمكن من اقتناص ذلك اليوم ليكون معها و طبقا لحساباته فهي قد وصلت للفندق اﻵن و مازالت سيارته تنهب الطريق من مقر الكتيبة بأعماق الصحراء وحتى مدينة شرم الشيخ..يريد لسيارته رباعية الدفع ان تسابق الريح حتى يصل مسرعا فإذن الخروج من الكتيبة لم يستطع ان يحصل عليه سوى من ساعة واحدة و الآن لم يعد يفصله عن فجره سوى بعض الوقت.

ما أن توقفت السيارة بمرآب الفندق حتى إتصل آدم بهاتف فجر و لم تكاد الدقة الثانية ان تبدأ حتى سمع نبرة صوتها الناعمة وهى تقول بلهفة لم تغفلها آذنيه:"آدم"

"وكأن آدم ولد من جديد وهو يستمع لتلك اللهفة بنبرة صوتك فجري" قال بصوت أجش ونبرة عميقة تردد صداه بقلب فجر التي صمتت و إبتسامة خجل خضبت وجنتيها.

قال آدم فهو يدرك أنها صامتة خجلا: "فجر؟لقد وصلت للفندق حبيبتي أين أنت اﻵن؟".

"انا على الشاطئ..."

أجابته بصوت ناعم منخفض و لكن فجأة إستمع لها عبر الهاتف وهى تصرخ:

"أتركنى يا أحمق..لا أريد...لا أريد.. أتركني.."

"فجر..فجر"

 صرخ آدم وجسده ينتفض بتأهب وهو يركض بإتجاه الشاطئ وقد اندفع الإدرينالين في خلايا جسده وكأنه في حالة تأهب قصوى بأحد المهام التي توجه لفرقته.

بعينين كالصقر وقلب خافق بجنون كان يجوب الشاطئ حتى وقعت عينيه عليها كانت تحاول المقاومة بينما رجل يبدو بأوائل الثلاثينات يجذبها بقوة من معصمها بإتجاه البحر..فإشتعلت شرايينه بنيران الغضب وإلتهبت مشاعره وركض بسرعة ولم يمضِ سوى عدة ثواني وكان آدم قد أحاط خصرها بذراعه اليمنى وبنفس اللحظة إرتفعت قبضته اليسرى لتهوي على فك الرجل بقوة جعلته يفقد إتزانه ويسقط بالماء..

"آدم..آدم..حبيبي..لا..لا..انه أخي " قالت فجر وهى تقف أمام آدم محاولة ان توقفه قبل ان يتهور و يتجه إلى عمر مرة أخرى ولكن هذا لم يكن في خاطره مطلقا فقد إلتقطت أذنيه كالردار كلمة كان يحلم بها و اعتقد ان مازال أمامه وقتا طويل يجب ان يمنحه لها حتى يستمع لتلك الكلمة تخرج من بين شفتيها بتلك التلقائية.

"ماذا؟" قال آدم وهو ينظر إلى يديها الصغيرة الناعمة التي تمسك بساعديه و يتناقض لون بشرتها مع لون بشرته الخمرية ثم عاود النظر إلى عينيها وتمنى لو يبيح له عقله عناقها بقوة الآن..فلمسات يديها فوق ساعديه أكثر مما يحتمل.

"انه عمر..ابن عمي و اخي بالرضاعة..ربما أحمق ولكنه اخي" قالت فجر وهى تحدق بوجهه لقد اشتاقت لتلك البشرة الخمرية و الملامح الخشنة.

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن