وقفت على متن السفينة النيلية تتطلع بعيدا إلى الضفة القريبة وهى تشعر بوخز بقلبها..أنها تتألم ولا تستطيع ان تلقى باللوم على أي أحد سوى غرورها و حماقتها فماذا كانت تنتظر ! ان تستطيع إختراق قلبه و تصل إليه؟أم تنثر بذور الحب بين الصخور وتنتظر ان يزهر عشقا؟أنها تتذوق القهر الآن قطرة قطرة..كان يجب ان تستمع لنصيحة شقيقتها..لكنها إستسلمت لذلك الهاجس الذى قاد قلبها لكل ذلك الألم..لقد أهدرت كرامتها بعد ان كانت تتوعد ان يركع ويصرخ عاشقا..ها هي قد عرضت عليه حبها و قلبها بأكثر من طريقة وهو أجابها رافضا..أنها تحبه ولا تعرف متى تسلل ليجتاح حياتها بتلك الطريقة..لا تعلم متى أصبح قلبها ينبض بألم حينما تحدق بعينيه السوداء الحائرة؟إنسالت دمعة بطيئة على وجنتها فتركتها غير مهتمة..فماذا ان سالت دمعة من عينيها بينما قلبها يذرف الدموع كل ليلة..أنها تجيد رسم الإبتسامة على وجهها ولكن تلك الإبتسامة أصبحت أمرا غير محتمل...شردت بذلك الرجل الذى أقام أسوارا حول قلبه وهمست بإسمه:"عاصم"
وكأنها استدعته فقد صعد إلى متن السفينة باحثا عنها حتى وجدها هناك تقف بمفردها فإقترب بهدوء ليقف بجوارها مستندا بيديه على السياج المعدني و أحنى رأسه جانبا لينظر نحوها فوجد دمعة وراء دمعة تنسال بهدوء على وجنتها فشعر بصدمة أو ربما بالجزع و اللهفة وأقترب من تلك الشاردة التي أدركت و جوده لكنها لم تهتم بإخفاء دمعاتها..إقترب منها..محدقا بها وهو
يقول:
"ماذا بك؟ومن الذى تسبب في ذلك الحزن الذى يسكن عينيك؟"
رفعت عينيها بقلب أصابه الألم و لم يعد قادرا على إدعاء غيره ثم قالت:
"حقا لا تعرف عاصم؟"
"لا..لا أعرف نور..من تسبب في بكاءك؟"
قال محدقا بوجهها يتساءل أين إبتسامة عينيها التي لا تفارقها!!ولما أهتم لحزنها؟
بشعور من استنفذ كل طاقته و لم يعد هناك مجالا للمزيد..ألقت كلمتها:"أنت عاصم"
"انا...انا.."
قالت نور من بين دمعاتها التي انهمرت بدون توقف:"انا لا ألقى باللوم عليك عاصم الحب ليس إجبارا..لقد حذرتني منذ البداية ولكن ماذا أفعل فليس لي سلطان على قلبي"
وهى تشعر بطعنة بكرامتها وكبريائها ولكنها فعلت ذلك لتقطع على قلبها أي سبيل لﻷمل.
امتدت يديه ليمسك بكلا ذراعيها حتى تستدير لمواجهته وهو يهز رأسه يكاد لا يصدق:"تبكين من أجلي؟أنا؟"
صمتت فما بقي لديها كلمات يمكنها ان تخبره بها..كيف سمحت لقلبها الأحمق ان يسمح له بالتسلل إلى نبضاته ويستولى عليها!!
صمت بالمقابل ولكنه صمتا من نوع آخر كان ينظر لكلتا يديه وهى تلامس ذراعيها وتمسك بهما بينما يشعر بدفء يسري بجسده..دفء غريب لم يعهده عند ملامسة أي إمرأة وبالطبع هذا لم يحدث سوى أثناء مصافحة النساء..فعندما يصافح إمرأة يشعر بقشعريرة باردة تتسلل إلى جسده وتجعله يرتجف و يعتريه
أنت تقرأ
رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقة
Romanceعاشقات بأمر القلب وللقلوب قوانين لا تعرف العقل أوالمنطق.. ما بين ألم وأمل وحلم خطت كلٌ منهن على طريق العشق المجهول تتباين خطواتهن ما بين التردد والثقة،على إحداهن أن تقاتل من أجل عشقها وإحداهن أرادت الفرار فالقلب ليس بوسعه إتخاذ القرار لكن للقلوب أح...