التاسع عشر

83 4 0
                                    

 

تقدمت نور نحو عاصم بتمهل تراقب تجهمه وهي تفكر بما دفع عاصم ليطلب مقابلتها..لا تريد ان تأمل كثيراً فوجهه لا يوحي بهذا الذى تتمناه أو ربما تجهمه هذا هو تفكير عميق ولكنها أيضا لا تريده ان يفكر بكل ذلك العمق حينما يقع بحبها..تريده ان يكون مندفعا..متهورا و عينيه السوداء الرائعة تتألق بالسعادة والعشق.

هزت رأسها وهي تنحني لتجلس إلى المقعد المجاور له ثم قالت:

"مرحبا عاصم..كيف حالك؟"

رفع رأسه مندهشاً فهو لم يشعر بإقترابها..يبدو انه غرق في التفكير.. فشحذ قواه محاولاً ان يبتسم إبتسامة شحيحة ثم قال:

"مرحبا نور..أنا بخير."

قطبت جبينها وهي تحدق به ثم قالت:

"هل هناك خطب ما عاصم؟يبدو أن هناك ما يزعجك."

"ربما..لا أعرف حقيقة..أنا آسف لأني إتصلت بكِ..أعرف ان يومك كان طويل"

 قال بندم فماذا سيقول لها الآن..انه حتى لا يجد ما يقوله..كل ما أراده عندما غادر

عيادة الطبيب أن يراها..لماذا لا يدرى..حقا لا يدرى!!

"لا عليك..انا لست مرهقة و ربما لقائك أفضل من البقاء في فراش يجاور فراش شقيقتي لإستمع لها طوال الليل تتحدث إلى آدم أو إستمع إلى صوت رسائلهم المتبادلة"

قالت ممازحة فهي قد لمست توتره وربما ندمه على إتصاله بها.

حاول ان يبتسم ثم قال:

"لا أصدق ان شخص مثل آدم بكل ما كان يرويه عنه فارس يفعل مثل تلك الأفعال

الصبيانية."

زمت نور شفتيها للحظة فماذا تنتظر من عاصم!!ولكنها قالت:

"عندما نحب نفعل أشياء لم نعتقد يوما اننا سنفعلها..لكن فلندع فجر و آدم الآن و أخبرني ما الذى يجعلك متجهما هكذا؟"

"هل تصدقين..لقد اكتشفت انني ليس لدي أصدقاء..فحتى عندما سافرت اكتفيت بفارس رحمه الله وعندما عدت لم أحاول حتى ان إتصل بأصدقائي القدامى..دائما كان آسر حاضرا قبل حتى ان أدرك حاجتي لأن أتحدث مع أحد..لكن

الأن تلك الصغيرة اختطفته بعيدا."

قالت نور محاولة ان تضع أمامه الصورة الصحيحة للأمر:

"ولما لا نقول هو من اختطفها بعيدا..على حد علمي..لمار لا تعرف أي شيء عن مخطط شهر العسل"

"ربما..لكنها استولت على عقله..انه حتى لا يتصل بوالدتي سوى كل يومين أو ثلاثة"

"أنها استولت على قلبه..مثلما سرق هو قلبها وعقلها..ولكن هل لهذا إتصلت بي..لأنني خيارك الوحيد؟؟"

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن