العاشر

85 4 0
                                    

كان جسدها قد تراخي فحاول ان يجعلها تستند إلى ذراعه بإرتباك لم يعرفه من قبل..انه حتي لا يصدق انه يلمسها بل ويحيط خصرها بذراعه..وشعرها الأسود بلون الليل يلامس بشرة ذراعه العارية..رجفة سرت بجسده ربما رهبة وكأنه كان ينظر إلى احدي النجمات بالسماء فقط يناشدها و يتأملها وفجأة سقطت بين يديه..أليس هذا مبرر كافي للإرتباك!!

 هز جاسر رأسه وهو يري إرتباك صديقه وتردده فقال:"آدم..هذا ليس وقت إرتباك أو تقاليد وعادات الفتاة فاقدة الوعي إذا لم تحملها إلى الشاليه الخاص بهم سأحملها انا"

ثم بدأ يقترب قليلا وجسد حمزة ملقى فوق رمال الشاطئ ينتفض ألما ؛ فقال آدم وهو يرفع عينيه لينظر إلى صديقه بغضب:

"لا..لا تلمسها..حسنا سأحملها"

 رفع جاسر يديه مبتعدا ثم قال:

"حسنا..يا رجل..حسنا..لا تغضب"

انحني آدم يحمل جسد فجر الهامد برقة متناهية وكأنها شيء ثمين ورقيق سيتهشم إذا لم ينل كل الإهتمام.. وباللحظة التي لامس جسدها صدره شعر بنبضات قلبه تخفق كما لو انه ركض طويلا..وأنفاسه تحترق بصدره بنيران الغضب تجاه ذلك الجسد الملقي على الرمال و الذي حاول مهاجمتها..يمتزج معه شعور بالإرتياح لكونها سالمة بين يديه..وبلحظة استعاد عقله عمله بالكامل فضربت رأسه حقيقة أراد ان يعرفها فنظر إلى جاسر قائلا:

"قبل ان تتأكد انه غادر القرية السياحية كلها..أريد ان أعرف كيف يعلم بتحركاتها..كيف عرف بتواجدها هنا؟اما ان يجيبك أو سأستخلص منه الإجابة بنفسي..لا تتركه حتي تعرف"

أومأ جاسر إلى صديقه الذي يثير دهشته وجعل عقله يتساءل في هذا الوقت الحرج..أهذا هو العشق؟ يربك كيان رجل كأدم..يجعله سعيدا.. متوترا..مرتبكا.. غاضبا..يشتعل بالغيرة و الإشتياق.. يجعله نابضا بالحياة.

استفاق من شروده الذي لم يتعدى عدة ثواني ليجيب:

"حسنا..آدم إعتني أنت بفجر وأعدك ان  يكون لديك إجابة لسؤالك خلال دقائق."

سار آدم فوق رمال الشاطئ وهو يحمل نجمته التي سقطت من سماءه لترقد بين يديه..وهو يشعر بالألم بقلبه ولكنه ألم من نوع أخر..ألم الإحتياج لأن يحتويها..ألم الرغبة بأن ينزع من ذاكرته نظرة الفزع التي رأها بعينيها..ألم الإشتياق لرؤية ابتسامتها التي تشبه ضوء القمر وهو يضئ بأشعته الفضية ذلك الليل بعينيها..ألم التوق لأن يحملها هكذا حتي آخر نفس بصدره.

بمجرد ان وصل إلى باب الشاليه إلتف نحو الشرفة فوجدها مغلقة..فعاد للباب وأحني ركبتيه قليلاً وهو يحمل فجر ليدق جرس الباب..عدة دقات متتالية..أيقظت نور من نومها وهي تتبرم حانقة على فجر التي بالتأكيد نسيت مفتاحها والآن عادت لتوقظها..فإلتقطت مفتاحها الخاص من الطاولة بجانب فراشها لتلقي به لشقيقتها حتي تعود إلى النوم و إتجهت إلى شرفة الغرفة ولكن بمجرد ان استندت إلى السياج الحديدي وتكاد تلقي المفتاح لفجر مع التانيب الملائم لأنها أيقظتها..وجدت آدم وفجر محمولة بين

رواية عاشقات بأمر القلب الجزء الثاني من سلسلة قلوب عاشقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن