.
.
.كيف يَصِل الإنسان الى مُفترق طُرقٍ من حياته، بعد قطع طوال المسافات والظفر في عظيم المعارك، يجد نفسه في النهاية فارغاً خالِ من أي رغباتٍ او رصيدٍ في الخطوات في مُفترقٍ من طُرقات فإما الصِفرَ وإما الهَلاك .. لكن هذا الإنسان بات خائر القوىٰ وهناً وهَش ماعادت به طاقةً لخوض المَزيد او للعوده الى اللبنةُ الأولىٰ فتأخذه خُطاه الى الحافه حيث النهايات تمد يدها اليه من الأسفل
يُحدق بصفراوتيه نحو الهاويه تلك التي وبعد هينه من الزمان قد تصبح مقبرته والى البعثِ رُبما ..
وتمُر بهِ طيوف الماضي خاطفةً كبرقٍ يُشتتُ إدراكِه، تلمع في قاعِ رأسه فيبحث في أرصفة الذكريات عن حبيبٍ او رفيقٍ او قريب، يلوح له من مقاعد الإنتظار فَلا يجد .. لا وجهاً من ماضيه قد يُنقِص غيابه شيئاً من ملامحه فيعود كُرمةً لهذا الأثر .. لا احد !
لاشيء في هامِش تِلك المُخيله الآسيه الا فتىٰ الثامنه عشر امام عتبة الميتم خالٍ من الحياه، يجهل الطُرقات وأجبن من ان يسلكها ينظُر نحو السماء بمُقلٍ مُهتزه بينما يشُد بيده على السله الصغيره التي تحمُل جُل ملابسه
وتُختم تلك الذكرى بتوقف السياره المُضلله على بُعد خطواتٍ منه وتلك الخطوات فقط كانت هي الفاصله بين نفسِه الضحيه ونفسِه الجانيه، الجَبانه والجَسوره .. بين الغُفران والثأر التليد
تمردت اليُسرى من عينيه بقطرةٍ بعد يباسٍ عتيق، رفت شِفاهه حينما انساق جسده لخطواتٍ تقدمت الى طَرف الحافه، وللمره الاولى بعد عُمرٍ حافل بالمنون خشي هذا الكيان رؤية الموت فرفع كفيه يواري بِهما جُل ملامحه وابصاره جُبناً من ان يرى قصاصه مدوياً بإقتراف يديه
مُقرراً بالفِعل هذه المره التخلي عن مابقي من أعوامه القادمه قُرباناً للراحلين، تاركاً جسده نحو الهاويه والنهايات المخطوطه منذُ البدايات بالخطيئةِ والنُكران
ورُبما يعود .. بثائرٍ ثأر فوجَد أن العُمر قد انتهى، او وحيدٍ طُرقاته فارغه، بيتيمٍ سُرِق منهُ العُمر بغتةً او غزالٍ شاردٍ من فك الموت الى حافة الهلاك .. ورُبما بكفٍ يمتدُ من العَدم فيجتذبه نحو سطرٍ جديد من حكاية كتب الله لها بالإمتداد
.
.
.فِي لُغتي مِن المَنفىٰ ضبابُ
Soon.