الفصل التاسع

58 3 0
                                    






.
.
.









:صَار دوري !

رفع المعني حاجبيه واتبعه بصوتاً من بين شفتيه عادتاً ما يُطلق للرفض، وبينما ينزل سلاحه عن جبين الآخر ويتقدم للدخول دون دعوه قال :يالله اشغلتها عن الأول ناقص افتحلها جبهه ثانيه

زفر هواري واغمض عينيه يزدرد ريقه بينما يغلق الباب ويتبع الآخر الى حيث اتجه، وجده في منتصف الصاله يتأمل اللوحات القليله المُعلقه وحالما شعر بوجوده التفت نحوه معلقاً بينما يجلس على الاريكه بأريحيه فارداً ذراعيه على طولها :توقعتكم تحطون صور عائليه على الجدران

رفع هواري احد حاجبيه وبينما يجلس على مقعد مجاور تسائل :مين احنا ؟

وببساطه اجابه اديان بينما يرمقه ببرود كضيف ثقيل على صدر الاخر بطريقه تدعو الى الضيق :الطبقه المخمليه

قهقهه ساخره هربت من بين شفتي هواري مما مر على مسامعه همهم وساد الصمت لثوانٍ اقتطعها هو متسائلاً :كنت تقصد بتراء

اومئ اديان بينما يرفع هاتفه اليه بعد وصول اشعارٍ ما، اعاده الى فخذه ونبس بينما يتمعن في ملامح هواري التي ولوهله اصابت قلبه بالشك للفارق العظيم بينه وبين الاخرى :سمعت انك امن سيبراني !

امال هواري برأسه واومئ قبل ان يعلق بسخريه :وانتم تعرفون وش معنى الامن السيبراني؟

اعتدل اديان بجلوسه، وضع هاتفه بجانبه واستبدله بيديه التي اتكئت على فخذيه داخلاً مباشره في صلب الموضوع دون اي مقدمات :راح اعقد معك صفقه انت موافق عليها مسبقاً .. احتاج خبرتك في مصلحة من مجال عملك بمعنى مواضيع هكر واختراقات ومن هذا اللي انت تفهم فيه 

اتكى هواري على ظهر مقعده، رفع قدم على اخرى وعلق متبسماً بسخريه :وطبعاً انا وافقت من غير ما اعرف المقابل !

صمت اديان لبرهه قبل ان يبادله ابتسامه نابساً بإعتياديه واقتضاب بينما يراقب وجهه جيداً متمعناً في ردة الفعل التي ستبدو عليه :سلطانه

جمدت ملامح هواري واعتدل بجلوسه ولوهله شعر بكونه في حُلمٌ مقيت، حلمٌ سيرفعه الى علو السماء الشاهق ثم سيرميه الى اسفل الجحيم الى واقعه ومأساته العظمى، الى وحل الفقد والشوق والتوق، ازدرد ريق فمه وتسائل بينما يرى الاخر يعود للاتكاء على ظهر الاريكه :سلطانه ! أختي !

اومئ اديان ورُغم انه غير متعاطف مع الآخر البته الا انه ولوهله قرر مُسايرته تحت مبدأ "لأجل عين تِكرَم مدينه" ، فتح هاتفه واخرج صوره كان قد التقطها للمعنيه على حين غفله كونه يعلم بأنه سيحتاجها وسرعان ما التقط هواري الهاتف يرتقب تلك الهيئه المُحببه والسمَحه تقف عند ابريق شاي تراقب فوران مافيه، سلطانه التي كانت له دُنيا وجنه وحياه، تلك التي لم يتعلق بوالدته كما تعلق بها وبين ليله وضحاها اصبحت سراباً في الطرقات المهجوره وتساؤل بدا قادماً من بحر الذهول نبس به هواري غير قادر حتى على تجميع بضع كلمات لتصبح سؤالاً منطقياً :ك كيف .. اختي .. مو قادر استوعب ! هي كيف عايشـ ..ـه !

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن