.
.
.ليله من الليالي البارده ذات جوٍ كئيبٍ ورَتيب لاتُشبه ماطاف من العُمر ولا ماسيلحق، لاتُشبه سوى وحشة الجِبال وجوف الآبار ومدينه تخوض حرباً ضروس تلك التي فتحت عينيها لتستقبلها، وكل مالمحته كان ظلاماً بدأ ينقشع شيئاً فشيئا حتى استطاعت تمييز ماحولها من جُدران واثاث لاتعرف تفاصيله ! نهضت من مكانها بعُجاله فباغتها ذلك الالم العظيم اسفل رأسها رفعت يدها تتحسس مكان الالم قبل ان تعود اليها ذاكرة الصُبح المشؤوم
ابتلعت ريق فمها الجاف شاعرةً بألم يُمزق حُنجرتها، وللتو حتى راودتها تلك الفكره الفضيعه "لقد مات سيف !" امام عينيها مات قتلاً وظُلما دون ان تستطيع مساعدته حتى ! حتماً لاتعلم كيف ستتعايش مع تلك الحقيقه المأساويه بينما هي في مأزق .. لاتعلم اين هي وبحوزة من ؟ فقط تتذكر لحظات من ألم بعد ضربه تلقتها بمباغته ثم فقدت الوعي ولم تصحو الا في هذه اللحظه
اتكئت على فراش السرير بينما تحاول النهوض حتى فعلتها بعد لحظات وفوراً اتكئت على الحائط حينما شعرت بدوار في رأسها، نظرت نحو الغرفه وللتو حتى انتبهت لكونها ذات طابع انثوي لطيف، فاتجهت الى التسريحه لتبحث بها عن اي اداة تستطيع استخدامها في الدفاع عن نفسها وبالفعل وجدت مبردة اظافر
سارت بخطى بطيئه نحو الباب الذي وقبل ان تفتحه استطاعت سماع الصوت الآتي من خلفه فزفرت براحه حينما ميزت صوت اديان، خرجت من الغرفه وقد وجدت اديان مع رجل اخر سرعان مانهض وهمس مستئذناً ليغادر
لوهله رأت نظرات من عتب قد وِجهت اليها من اديان بعد ان غادر الآخر ذلك قبل ان يجلس في مكانه ويمسح على وجهه بينما يتنهد، فتقدمت نحوه لبضع خطوات ثم توقفت قائله بخفوت :طلبت منك تحميه !
اتكى اديان بكوعيه على فخذيه وبينما ينظر اليها بركود علق بقوله :سويت اللي اقدر عليه !
تبّسمت بتراء ابتسامه ساخره فوقعت عيني اديان على المبرده التي في يدها بينما تمسكها بقوه قد تؤذيها، ماراً عبر مسامعه قولها الهازئ :انتظرتهم حد مايقتلونه يلا تحركت ! هذا اللي تقدر عليه ياشيخ الصعاتره ؟
زفر المعني ونهض من مكانه يراها تتراجع الى الخلف خطوه فأجاب عله يقدر على فتح عينيها على حقيقة خطورة الامر قائلاً :بتراء انتِ للحين مو قادره تستوعبي مدى خطورة المطلق .. انتِ قاعده تواجهين رجال مظلم يتاجر حتى بالاطفال شي بديهي ماراح يرحم سيف ولا راح يرحمك ولا حتى انا !
اومئت ولحظات بسيطه من الصمت مرت ثم تسائلت بطريقه توحي بأنها ليست مجرد سؤال وانما قناعه متوطده وحقيقه للتو حتى ادركتها :انت خايف منه
وفوراً اومئ اديان يؤكد لها ما طرحته للتو بقوله الذي خرج كذلك بإيمان وعفويه :ايه، خايف منه عليك، على سلطان ومحمد وقيس وسلطانه .. خايف على اهلك والناس اللي تحبينهم، وجع الفقد مو شي سهل بتراء ما ابيك تعيشينه !