.
.
.أسمِعتَ يوماً عن المُنتصف المميت!
ان تجد نفسك بين صِراع المنايا، من مات وكيف مات! تسألك الليالي عن ذلك وترخي على كتفيكَ حِملُ الإجابه، ومن انت لتجيب! لا احد يعلم من انت لكنك انت من تعلم عم آرق القمر وابكاه ومن ذا غيركَ سيمسحُ ادمُعه!أصبَحت يومان .. تلك التي مضت في خِضم العُزله وزِحام المخاوف! لاتلبث ان تغمض عينيها وتنام حتى يباغتها المنام زافاً اليها فاطِمه ولمَ قُتلت فاطمه؟ ذلك التساؤل الذي لم يعفو عنها ولم يبرحها عاجزةً هي حتى عن تخطي عتبة باب الغرفه فبالله كيف تُجيب!
جَلست بوهن في منتصف السرير بعد ان سمعت طرقات الباب المختلفه عن خاصة والدتها، وماكانت الا بتراء تلك التي تقدمت بعينين محتارتين! حال زينه كان يوضح جلياً بأن الأمر جلل ولِسانها بكذبٍ ينفي ذلك! وبينما هي تجاورها الجلوس قالت :أمس طلبت من امي ماتضغط عليكِ، ومن وقتها وهي جالسه بالصاله يدها على خدها .. اتعبناها كثير هالفتره ..!
اشاحت بعينيها عن الفراغ بعد ان انهت قولها ذاك وركزت ناظريها نحو زينه هذه المره التي بادلتها النَظر بصمتٍ تام بينما هي اردفت :انا وضعي معروف ومن يومي مشاكلي دوليه كل الاطراف تشد وتجذب فيها، اما انتِ .. مشكلتك الكبرى سكوتك زينه! جربينا ولو مره وحده اشكي وفضفضي واسألينا الحل! ماتدرين يمكن وقتها ترتاحين
اطرقت زينه برأسها ترتقب اناملها التي في حُجرها، ماتسمعه لتوها لم يكن يوماً حلاً مطروحاً امامها لأسباب اختصرتها بقولها :اجرب مين! امي اللي على كل صغيره وكبيره راح تحطني قدام هواري بسؤال وجواب! ولا انتي اللي اذا فضيتي اليوم راح تنشغلي بكره بالصعتري وقضايا ماتخلص! حتى لو فكرت بيوم اشكي وافضفض راح اكتشف ومثل كل مره .. ماعندي احد يسمعني!
ولوهله ذُهِلت بتراء مما مر على مسامعها، تلك النافذه التي لم تنظر منها مسبقاً لطمت الحقيقه في وجهها للتو! متى تفرغت هي للجلوس مع شقيقتها الصغرى وتبادل اطراف الحديث معاً منذُ ان كبرتا لاتتذكر حتى في اي عامٍ كانت اخر مره تذكرت بها ذكرىٰ مولدها، مدت يدها تحتضن كف زينه بينما تهمس بحسره :طيب ممكن يتغير شي الحين! اصيرلك الاحد اللي يسمعك ويتفرغ لمشاكلك، ممكن اصحى من غفلتي يعني؟
رفعت زينه ناظريها لشقيقتها لبرهه يسيره اومئت عقبها وبينما تبعد كفها عن كف الاخرى قالت :ماودي اقول شي الحين، مافيني حيل حتى
تقاطعت بتراء عم كانت ستفصح عنه حينما دلفت والدتها الى الغرفه، بملامح متعبه ونبره حانيه مرت على مسمعيهما متسائله :تكلمت!
هزت بتراء رأسها تنفي ذلك بينما تنهض من مكانها قائلةً بحيويه :لا بس اكيد ودها نطلع نغير جو لحديقه .. كافيه .. مول اي مكان حلو مع الاجواء المنعشه هذي وش رايك؟