الفصل الرابع

64 3 0
                                    

.
.
.




" والذي أجرىٰ دموعي عِندما
  عِندما اعرضتَ من غيرِ سبب
  ضَع على صدري يُمناكَ فما
  أجدَر الماءَ بإطفاءِ اللهب "

تهادىٰ النغمُ في مُنتصف السكون، ظلامٌ خافت ودِماء تتراقص مع اللحن الحَزين، مشَهد مُفزع جعل من الناس اوثاناً وتماثيل يُراقبون بعينين فَزِعه السياره التي مازالت مُغلقةً تخفي خلف ابوابها مايخافون رؤيته

وعلى الرصيف الخائف تراجع ذلك الجَسد الذي ينبضُ ألما، اتكى بظهره على اطار السياره بينما يزفر انفاساً لاهثه، ارتكزت يمناه على كتفهِ الايسر حيث تنساب الدِماءُ من هُناك بغزاره، وتَنشغِل عينيه بمراقبة تلك التي ضمت جسدها اليها بعشوائيه بجسدٍ مُرتعِش وعينين غارقتان بالدمع .. هَمس لها يتسائل :انتِ بخير؟

رفعت بتراء يديها على جنبي رأسها بنوع من الهستيريا والفَزع، ذلك اعظم من طاقة احتمالها بكثير والى حدٍ لايطاق، ارتجفت شفتيها بينما تنطق مقدمةً تسائل الح مما سمعت منه قائلةً :ليه .. للمره ثانيه!

صَمَت لثوانٍ بملامح بدت وكأنها ستقع في وحِل الضياع والإغماء ودون اجابه اشاح بناظريه الى الذي دنى منه يتفقده متسائلاً بقلق :في احد بالسياره؟

اومئ بصعوبه بينما تشحب ملامحه وتجف منها الدماء قائلاً بخفوت رُغم علمه التام بأن محمد سيكون بخير حال لكون السياره مضاده للرصاص لكنه يحتاج تشتيت الانتباه عنه في اخر لحظات وعيه :ايه السايق

ارتفع الرجل وآخر ليفتحا باب السياره بينما هو استغل الظلام وقلة الناس من حولهم ملتقطاً سلاحه الذي وقع اسفل السياره حين سقوطه، وضعه في حجر بتراء وهمس قائلاً :خليه معك، لاحد يشوفه

اومئت بعد لحظات من الذهول، فتحت حقيبتها ووضعته بالداخل في ذات الاثناء التي سمعت بها نشيج ساره وعويلها بجانبها بينما تتفقدها وتساعدها على النهوض، نظرت ناحية اديان لمره اخيره وكان قد فقد نفسه بالفعل غائباً في سراديب الظلام بينما يقوم الرجال بإنتشاله وإسعافه

على مقعدٍ خَشبي جلست تحاول هباءاً السيطره على اطرافها المُرتعشه والخوف الذي تأصل في قاع روحها، ذلك الشعور كان غريباً، غريباً بحق فأن تصل الىٰ لحظه تصبح فيها اقرب الى الهلاك من النجاه شيء قمه في الرعب والهلع، مدت يدها بصعوبه تلتقط كأس الماء الذي مدته ساره لترتشف منه شيئاً يسيراً قبل ان تحتضنه في حجرها، مر على مسامعها تساؤل ساره القلِق للمره الألف في هذه الدقائق القليله :انت بخير بتراء، تحسين شي، شي يوجعك تبين اخذك المستشفى؟

هزت رأسها تنفي ذلك بينما ترفع ناظريها نحو ساره، بتلك العينين المحمرتين من إثر الدموع التي تمردت منذ تلك اللحظه ولم تتوقف الى هذه الاثناء لتتسائل غائبة في خِضم ماكانت فيه من موقفٍ صعب :راح يمـ..وت؟

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن