الفصل السادس عشر

72 4 6
                                    




.
.
.










للايام قانون واكثر من يحترم القانون هي الأيام .. فمهما بلغ حُزنك ستمضي ومهما اكتمل فرحك ايضاً ستمضي وتنطوي لتبدل حالك من حالٍ الى حال او تبقيك في مكانك وتُحصىٰ هي من عمرك الفائت جاهلاً انت عم بقي لك منه !

من كان يظن ؟ بأنها ستقف عِند المرآه في خِتام احد ايامها تتمعن في ملامحها المِحمره بحياء لترى كيف بدت في لقائهما الاول بعد عقد القِران، مررت اناملها على وجنتها واطراف شعرها بينما تستذكر كِلماته التي كانت فردوسية اللحن على مسامعها

"يا أعظم انتصاراتي والعوض الجاي من ربي"

تُبدل ناظريها الى يدها اليُسرى التي تزينت بخاتمه، لا تعلم ما السبب لكنها تشعُر بالرِضا عن ما آل اليه الحَال نعم ان الطريق خلفها مليئاً بما يؤلم القلب ويؤرقه لكنها الان تقف عند محطةٍ مُستقره وان كانت غير آمنه .. واكثر ماتحتاج التزود به هو النسيان لسلوك دربٍ مجهولٌ طَرفه فهل ستحظى بحياةٍ تليق بزينه ام انها ستُشابه نهايتها قَدر فاطمه ! تحتاج الى ان تغامر كي لا تحيا بحُبٍ ناقص وجُرح لن يُشفى

خرجت من الغرفه بعد ان بدلت ملابسها وارتدت بيجامه نوم، فوجدت بتراء في الصاله مازالت بفُستانها تقف عند النافذه بشرود، تقدمت نحوها وتسائلت :بتراء ! فيك شي؟

نظرت بتراء ناحيتها وتنهدت قبل ان تجيب بينما تعود الى الاريكه قائله :مدري احس قلبي ناغزني ! كأن راح يصير شي

عقدت زينه حاجبيها وجلست بجوارها بينما تتسائل :شي مثل ايش بالضبط ؟ قلبك ناغزك على مين ؟

هزت بتراء رأسها بعدم معرفه قبل ان تجيب بقولها بينما تجول بناظريها في الارجاء بحيره وخوف :ما ادري




















.
.
.



















ذات الباحه التي حَدث بها النِزال منذُ اياماً مضت، مازالت الدِماء بها متيبسه جافه على الأرض، لاحياة بها سوى نعيق الغِربان التي تحوم بين الجِبال في ساعه من المساء وبعد ان اظلمت الأرض

كل ماحوله يدعو الى التوتر، ماذا لو لم تنجح خُطته؟ لو جاء محمد المشهدي رفقة رِجال آخرون ! لو انتهى امره هنا بين هذه الجبال دون ان يحظى بميته مسالمه ولا الوصول الى اخته !

ابتلع ريق فمه حينما رأى ضوء السياره الذي يلوح من الأُفُق، مد يده يتفقد مسدسه المُخبأ اسفل قميصه الفضفاض وثبت في بُقعته يراقب اقتراب السياره التي توقفت بالفعل قُرب سيارته .. أُطفِئت انوارها وترجل عنها رجُلٌ صلب مُلثم

التقط نفساً عميقاً ثم ترجل عن سيارته وتقدم بخطاه ناحية الآخر الذي يقف في مكانه في هاله لاتقرأ .. حينما تبقى بينهما خمس خطوات توقف هواري وقال :محمد المشهدي؟

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن