.
.
.سألوني الناس عنك ياحبيبي
كتبوا المكاتيب واخدها الهوى
بيعز عليي غني ياحبيبي
ولاول مره مابنكون سوىمن خَلف سماعة السياره كان يصدح صوت فيروز رناناً في هذه الساعه المُبكره من الصباح كطقسٍ مُحبب يَصنع يومه .. يركن سيارته في زاويه معزوله من السوق بينما يجلس هو بداخلها يتناول الكعك والشاي وتراقب عينيه باب المحل الذي مازال الى الآن مغلقاً
بعد البارحه وكُل ماتتابع من إتصال بتراء الى رؤيتها تقف مع اديان ويتبادلا اطراف الحديث قرر هو ان يستمر في هذا الطريق بمفرده .. لقد سقط شاهر من ساحة المعركه بالموت وسقطت بتراء بالحُب .. وفقط بقي هو مُستقيماً يأبى السقوط وان كلفه الأمر محياه
وضع الكوب مع طبق الكعك الصغير جانباً بعد ان انهى تناوله ثم التقط اوراقه التي كانت على المقعد المجاور مُستغلاً وقت الفراغ بالعمل لدقائق طويله قضاها يداول عينيه بين الاوارق وباب المحل الذي لم يفتح بعد كبعض المحال التي مازالت مغلقه بسبب الوقت المبكر
مرت دقائق قبل ان يتنبّه من انسجامه بغعل الطرقات التي حطت على زجاج نافذته فالتفت وسرعان ما ازدرد ريق فمه واعتدل بجلوسه في محاوله لاخفاء رمة توتره، انزل الزجاج وفوراً نبس الرجل قائلاً :نخدمك سيدنا الصحفي؟
وضع سيف يده على المقود في حاله من الارباك واجاب بإبتسامه يحاول بها اخفاء توتره :تسلم الله يحفظك، انتظر شخص هنا
اومئ جرير بينما يتكئ بيديه على الحافه السفليه للنافذه والتفت حوله حيث كان السوق في هذا الحين قليل الزحام يدعو الى الراحه ثم اعاد ناظريه ناحية سيف مره اخرى متسائلاً بعينين بدت لوهله وكأنها تدرك كل مافي نفس سيف من حاجةٍ يخفيها :مين الشخص؟
رفع سيف يده حاكاً بها جانب رأسه بينما يجيب بأقرب ما مر بفكره :صاحبي
استغرق جرير مايقارب الدقيقه، ينظر في عيني سيف الذي قرأ التهديد في عينيه جيداً وشعر بالخطر يحفه الا انه وبطبيعه الحال فلن يتراجع ! وان كان مكشوفاً فليكن متجلياً اكثر، وضع كلتا يديه على المقود وعلق بينما ينظر امامه :تدري ! احب العلاقات اللي انعدام الثقه فيها متبادل
نظر سيف ناحية جرير في نهاية قوله ذاته الذي ابتسم واجاب معلقاً :وانا احب العلاقات اللي القوى فيها غير متكافئه
اومئ سيف وقد استطاع التقاط التهديد بشكل جيد، رفع اوراقه امامه حينما قصدها في بداية قوله الذي استطرد به :يجوز انا ماعندي غير هذي الورق والحبر بس ايماني دائماً يعطيني شعور بأني الطرف الاقوى
صمت جرير لبرهه ثم اعتدل بوقوفه ونظر نحو السوق امامه بينما يترك تعليقاً بقوله الخافت :مجرد شعور