الفصل الثالث

94 5 0
                                    



.
.
.



يتسائل المرءُ احياناً هَل الصبرُ هو وجهاً آخر للعجز ام ان كِلاهما ديباجتي إذعانٍ وأستسلام، وإجابة ذلك تكمُن فيكَ انت هل تحيا على أملٍ او تسعى لخلق الأمل ؟ فإن كُنتَ تسعىٰ فلا العجز ولا الإذعان من مفاهيمك والصبرُ لديك مفهومه آخر أقرب الى الإصرار وذَاك هو ماتتحلى به البتراء، الإصرار .. فلا شيء يردع يقيناً بداخلها تأصل ولا هدفاً من الروح تمخض تنظر الى هواري بعينين فارغتين في الشقه الخاصه به .. لا احد يسكنها سواه تستطيع معرفة ذلك من كم العبثيه في الارجاء واكواب القهوه التي تمتلئ بها الطاولات

يجلس هو على كرسي مكتبه ترتكز عينيه بإندماج تام على شاشة الحاسوب امامه منهمكاً في خِضم عمله بعد ساعات من الصمت والسكون الذي غدت عليه بتراء تحتضن جسدها في زاوية سريره، مازالت بالعباءه والحِجاب، حقيبتها بجوارها واوراقها التي اهترئت اطرافها من امساكها لها لفترات طويله، ذلك قبل ان يرجع هواري الى الخلف قليلاً بمقعده المتحرك ملتفتاً نحو بتراء التي تشع منها هالة الكآبه قائلاً :اذا مومرتاحه باخذك لبيتكم، وضعك موعاجبني

رفعت بتراء كفيها تمسح على وجهها قبل ان تعود للنظر اليه متسائله :هواري مو انته هكر وشغال بالامن السيبراني، تقدر توصل لأنظمة الجماعه يعني  مو صعبه تطلع هوية الرجال هذا

زفر هواري واجاب محاولاً التحلي بالصبر في مواجهة كمية الاصرار التي تتمسك بها أُخته :بتراء انتي اكثر وحده تعرفين همجية الصعتري فشيء بديهي انها ماتعترف بالانظمه الالكترونيه لدرجة الاعتماد عليها من المستحيل اقدر احصل عليهم ثغره من هذي الناحيه، وبعدين ماتحسين انك بالغتي بهذا الأصفر ! تلقينه مجرد تابع لا يهش ولا ينش طالما كبيره موجود بالسجن !

هزت رأسها تنفي ذلك بينما تنهض من على السرير متجهه نحو النافذه، قائله :لا، من قبل ١٣ سنه ماكان مجرد تابع

حل الصمت لبرهه من الزمان بين شرود الاثنين، شَردت هي في عشوائية الواقع وسيره على منحنى من الانهيار وانشغل هو بالتفكير فيما هو آتٍ وكم الخسائر والاثمان التي يجب دفعها لإحلال السلام المشوه في هذه المدينه او على الاقل تجنب فك الموت مع اندفاع بتراء نحوه بلا هواده

ونبس متسائلاً بينما يراها تجمع حاجياتها دلاله حلول موعد ذهابها :وين؟

ارتدت بتراء حقيبتها وضمت اوراقها الى صدرها بينما تجيب بهدوء ورتابه :راح امر على الصحيفه قبل ارجع البيت، محتاجه اوراق من هناك

اومئ هواري متفهماً قبل ان ينهض خلفها متبادلاً معها بضع جمل وداعيه وتوصيات اعتاد ان يلقيها على مسامعها رُغماً عنه، خرجت وعاد هو الى كآبة منزله ملتحفاً الاغطيه بغية الهرب حتى من هواء القريمزاء الذي يحاوطه

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن