الفصل السابع

59 3 0
                                    


.
.
.






لدى البعض حياةً مألوفةً ملامحها تقِف عن خطٍ واحَد لاتعدو عليه فتميل! الا انهم البَعض فقط البعض من البشر وليس الجميع فهُناك من تعّوج حياته عند كُل خطوه يخبت وهيجاً ويتقد آخر، وتسقُط نجمه لتحيا أخرى .. حياة مواقفها اشبه بالسجيّل والعُمر أبابيل لاترحم

في ساعه من المساء من بداياته تحديداً، تقف هذه المرأه بجوار نافذه الصاله تراقب الشارع بقلقٍ يكاد يتفجر في قاع فؤادها، عينيها تمتلئ بالدمع الحار وشيئاً ما يتكور في الحُنجره، شيء اشبه بكُره من امواسٍ وزجاجٍ حاد

بينما الاخرى زفرت نفساً ثقيلاً بعد ان اغلقت المكالمه وجلست على المقعد، تنظر نحو والدتها بحُزنٍ وأسى على حالها، تشاطرها القلق على الاثنتين .. على زينه التي لم تعد الى المنزل منذ ان خرجتا في الصباح! وعلى والدتها التي شاخ في رأسها العمر من عبثيتهما!

نظرت سهاد نحو بتراء وتسائلت بنبره ضعيفه قاصدةً هواري الذي حادثته للتو بتراء تزف اليه خبر اختفاء زينه :راح يجي؟

اومئت بتراء تتنهد بين الفينه والاخرى بينما تراقب الساعه التي توقفت عقاربها عند السابعه مساءاً، ومنذُ الصباح قد اخبرتها زينه بكونها ستعود الى المنزل لكنها لم تعد بل اختفت مع هاتف مغلق تماماً

وبين تلك الحيره والقلق المضاعف مرت بضع دقائق رن عقبها جرس المنزل، افتزت بتراء بإندفاع بينما سهاد والتي مازالت تقف عند النافذه تراقب الشارع من هناك قالت ببحه :هواري

زفرت بتراء واتجهت الى الباب بالفعل فتحته ودلف هواري متسائلاً بينما يمسح الصاله بناظريه :مارجعت!

هزت البتراء رأسها تنفي ذلك بينما هو تقدم نحو خالته التي تنظر اليه من مكانها بحالٍ مُحزن وحالما كوب وجهها بكفيه بكت، وضعت رأسها على صدره العريض ونبست هناك بنبره متهدجه باكيه :بنتي ياهواري، قلبي يقولي البنت جاها شي

هز هواري رأسه الى الجانبين ينفي تفكيرها ذلك بينما يدنو مقبلاً رأسها قائلاً :اشش لاتفكرين بهذي الطريقه، تفائلي بالخير الا مانلاقيها وترجع سالمه

ومن خلفه علقت بتراء بينما ترتدي عبائتها وتتحضر للخروج قائله :زينه كذا كذا راح ترجع، صدقيني محد راح يجيه شي غير صحتك اذا استمريتي على هذا الحال!

ابتعد هواري خطوه وبينما يمسح بكفيه دمع خالته همس بهدوء يطمئنها :ماراح ارجع الا وهي معي، حتى اذا اضطريت الف القريمزاء على بيت بيت، تطمني واعتبريها هنا .. طيب

وعلى مضض اومئت سهاد بينما تجلس على الاريكه المجاوره بإعياء، نظر هواري نحو بتراء ونبس بقوله بينما يتجه للخروج :راح انتظرك بالسياره

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن