الفصل العاشر

55 3 0
                                    




.
.
.






في كُل يومٍ كان يبدو الصُبح مختلفاً وكأنه آتٍ من دُنيا اخرى فيوماً يبدو بهيجاً وآخر كئيباً لايُطاق وصُبح اليوم عادياً بالرغم مايحويه من اختلاف الا انه عادي او ربما بدا كذلك لانها شاردةً عنه وهذه المره هي التي ذهبت الى دُنيا أخرى

تجلس في المرتبه الثانيه في سيارة الاجره، عادتاً ماكانت تفضل القدوم الى العمل سيراً على الاقدام الا انها اليوم بدت خائرة القوى بعد ليله لم يزورها فيها المنام تحتضن كفيها حقيبتها البيضاء الكبيره والتي تحوي بداخلها المُسدس .. وحقاً لاتعلم لم حرصت على اخذه معها في الصباح لسبب مجهول لكنه نابع من ترسخ ذكرى البارحه فيها الى حدٍ عظيم

اشارت لسائق الاجره بالتوقف بجوار بوابة الصحيفه وفعل ذلك الا انها لم تدلف الى المبنى بل قررت التوجه الى مقهى ساره كون الوقت بدا مبكراً على العمل .. وكذلك المقهى بدا فارغاً من اي شخص على غير عادته، اتجهت للجلوس على احد المقاعد المجاوره للزجاج المطل على الشارع الذي يبدو في هذه الساعات المبكره جميلاً وهادئ

وقعت عينيها على طاهر ذلك الفتى الذي يقف على عمله وقد بادلها النظر بطريقته الغريبه تلك التي لاتبعث في نفس البتراء اي شعور بالراحه فأشارت اليه بالقدوم .. اومئ بهدوء وفعل بعد دقائق قليله جالباً معه طلبها المعتاد من القهوه عاديه بالحليب .. وضعها امامها فشكرته بهمس واشارت الى المقعد المقابل قائله :دام ماعندك شغل !

عقد حاجبيه بإستغراب قبل ان يومئ بخفه ويفعل ذلك جالساً على المقعد المقصود ولم ينظر اليها بل راقب الشارع بصمت قاطعته هي بقولها :وش تعني لك ساره ! اكثر من كونها مديرتك؟

نظر اليها ببرود بدا مستفزاً ولوهله ظنت بأنها قد فهمته بشكل خاطئ وان هذا الرجل يخفي خلف عينيه ماهو اكبر من مجرد مشاعر ! رفع هو حاجبه وتسائل بإبتسامه طفيفه :وايش اللي خلاكِ تفكرين بهذي الطريقه ! عشان حذرتك ماتخاطرين فيها ؟

امالت بتراء برأسها ورفع كتفها تجيبه بينما يديها تحتضن كوب القهوه الساخنه على المنضده :هذا اول شي تبادر لذهني بلحظتها .. اذا ماتعنيلك ماكان راح يهمك خاطرت فيها او لا !

اومئ وتقدم واضعاً كفيه على الطاوله ضاماً بينهما ونبس معلقاً بسخريه :ترى الحياه فيها اشياء كثيره اهم من الحب والاعجاب .. اذا ماتدرين !

اتكئت بتراء على ظهر المقعد وتبّسمت تجيبه بقولها :وانا ماقلتلك تحبها شفيها نيتك طايره كذا !ولا جات كلماتي على مقاس وجعك؟

قهقه طاهر بخفه قبل ان يشيح بناظريه نحو الزجاج وبينما يمسح بكفه على حاجبه قال مستسلماً لزاوية الحوار :عشان العمر تعتبر نيتي طايره ولا؟

هزت بتراء رأسها بنفي وبينما تشير على نفسها اجابت بقولها :اذا تسألني انا ! بالنسبالي مافيها شي لو كنت انت اصغر لان بالنهايه الزواج تكامل مو قافله يسيرها الاكبر سناً، اما ساره .. فما ادري صراحه عن رأيها بهذا الخصوص انت تقريباً عايش معها من الصبح لليل بالشغل تقدر تستدرجها بالكلام !

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن