الفصل الثاني عشر

58 3 3
                                    



.
.
.













خَرجت من مبنى الصحيفه ببالٍ شارد وأفكارٍ متراطمه، لاتدري في أي وادٍ يجب عليها الغوص وكيف آل بها الحال الى هذا التعقيد وفقط منذُ مده ليست ببعيده كانت صافية الذِهن وكُل شيء حولها بسيط وليِن !

قطعت الشارع لتبحث عن سيارة اجره وفي كل خطوه واخرى كان يتبدل همها ! شيئاً لزينه وهواري، شيئاً  لقضية آسيا عمران والشيء الاعظم لاديان ! ذلك الرجل الغريب مامعنى ان يتحدث عن زوجته ويلمح لها عن إهتمامه وإعجابه بها في ذات الجلسه التي ختمتها هي بـ "مجنون" فقهقه هو عقبها وغادر دون اي اضافة لفظيه لكن عينيه .. آهٍ من عينيه كم تمتلئ بأقاويلٍ ان قُيست ستتعدى اليم عُمقاً !

في خِضم التوهان وجدت نفسها اسفل مبنى هواري مدت للسائق اجرته وترجلت الى شقه الآخر الذي اجابها رافعاً لاحد حاجبيه :والله وطرينا على البال ؟

دلفت بعد تنهيده ودون ان تجيب عليه رمت سلاماً على عبدالعزيز الجالس في الصاله وبادلها ثم اعتذرت منه واتجهت الى غرفة هواري ذاته الذي يراقبها بعقدة توسطت حاجبيه ثم تبعها متسائلاً :شفيك لابسه وجهك بالمقلوب؟

جلست بتراء على السرير بعد ان رمت حقيبتها بجوارها وقالت :شايله بقلبي عليك حمل جبال ياهواري

بهتت ملامح هواري وسحب كرسيه بعجاله ليجلس عليه متسائلاً بفرط قلق :الله اكبر ! وش اللي بقلبك !

رفعت بتراء يديها ومسحت على وجهها ثم زفرت نفساً ثقيلاً وقالت :سمعت السالفه من زينه، باقي اسمعها منك .. ايش قصة ذو الفقار ؟

رفع هواري حاجبيه مذهولاً ! ما الذي فعلته تلك المجنونه هل اخبرت عائلتها عن وجودها في تلك الليله في منزل ذو الفقار ؟ ازدرد ريق فمه وقد توقع سيلاً من عِتاب الا انه وضح الأمر بهدوء تام :ما عرفت اقولها لكِ .. اقسم بالله اني حاولت بكل الطرق بس استثقلتها الموضوع اثر فيني بشكل ..

قاطعته بتراء بملامح جامده غير آبهه بسماع ذلك الكم من التبريرات المحذلقه قائله :للحين تحبها ؟

كان واجباً عليها سؤاله عن ذلك كان يجب عليها ان تعرف جدية الأمر الا انها تعجبت من صدمته بالسؤال .. ذاته الذي ضيق عينيه وامال برأسه متسائلاً بتوجس :مين هي؟

اعتدلت بتراء بجلوسها بإهتمام وعادت لتتسائل بوضوح اكبر بقولها :زينه .. انت للحين تحبها ؟

رمش هواري واعاد ظهره على ظهر المقعد اشاح بعينيه في الارجاء وقد استوعب للتو ماهية الامر الذي جاء بها الى هنا يبدو بأن زينه قررت سرد الحكايه من اولها وتلك لم تحتمل سماعها من شقٍ واحد .. ازدرد ريق فمه وهز رأسه نافياً :لا كان حب من طرف واحد ومات مع الايام

تبّسمت بتراء ساخرةً من قوله، وهل الحب بهذه السهوله ! هل حقاً يُكتب في قدر الحُب ان يموت ؟ عضت على شفتها السفليه بكبتٍ لكمٍ من صُراخ في جوفها يكاد ان يتفجر ثم نبست بهدوء اجادته بحق :ما اشوف احد مات غير اختي .. انداس على مشاعرها بشكل محترم .. ماقصرت والله ياهواري

في لغتي من المنفى ضبابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن