.
.
."طبعاً طبعاً احنا في خدمة الصحافه !"
على مقعدٍ خَشبي بجوار طاوله مُطابقه يجلس بأريحيه بينما تتهادى انامله على حبات المسبحه التي في يده، يوزع نظراته على الاثنين امامه .. سيف الذي يمسك في يده دفتراً صغيراً وقَلم وجواره بتراء التي تجلس بجسد مشدود وهاله متوتره
كُل ماحولها يدعو الى التوتر من هيئة الرجل الذي ولوهله شعرت وكأنه يعلم حتى بما يدور في اذهانهم، الى الرجل ذو الجسد الضخم الذي يقف في زاويه محل الاقمشه ذاك ! تصطف طيات الاقمشه والسجاد بشكل متزاحم حولهم ممايعطي للمحل هاله من القتامه والكئابه
تقاطعت افكارها بتساؤل سيف الذي تعلقت عينيه بواحده من السجاد المعلق في الحائط وقد كانت ملفته بحق :هذا السجاد ايراني؟
نظر جرير الى حيث تركزت انظار سيف واشار بيده ذات المسبحه بينما يجيب :لا هذا انتاج معملنا .. انتاج محلي
اتسعت عيني سيف واندفع بقوله المتفاجئ من ذلك :بالله عليك؟ والله تطور انتاجنا حتى السجاد الايراني مو بهذي الدقه !
تبّسم جرير لقوله بينما بتراء فقد داست بقدمها على قدم سيف لعلها تنبهه بالسبب الذي جاء بهم هنا حينما بدا وكأنه نسي الامر وانشغل بالسجاد فتحمحم الاخير وقال بينما يعيد انظاره الى دفتره :سيد جرير مثل ماقلت لك بالشهر الماضي اضيفت تعديلات على القانون التجاري مما اثار سخط بعض التجار اللي ضرتهم التعديلات بشكل او بآخر .. انت وش رأيك في هذا الخصوص ؟
فر جرير المسبحه في يده واجاب بإبتسامه :انا ما اقرأ القانون
عقد كلا من بتراء وسيف حاجبيهما واستنكرت بتراء بقولها :بس انت تاجر والقانون التجاري هو المنظم لكافة معاملاتك وعلاقاتك التجاريه كيف ما تقراه او مطلع عليه على الاقل !
وبينما هو مازال في ذات جلسته متكئاً بظهره على المقعد محافظاً على ابتسامته اجاب :ليش القاتل يطلع على القانون الجنائي مثلا؟
قهقه سيف بخفه حينما مرت على مسامعه تلك المقارنه الساذجه بحق والغريبه في آنٍ واحد معلقاً بقوله :هو لو اطلع عليه ماكان قتل !
مد الرجل يده يلتقط كوب الشاي الاحمر من جواره بينما ينبس قائلاً :افاا ، ماسمعت عن جرائم العود ياشيخ سيف ؟
هزت بتراء رأسها الى الجانبين بإستنكار قبل ان تعلق :انت شكلك حافظ القانون الجنائي بدل التجاري !
رفع حاجبيه كدلاله على النفي واجاب بعد ان وضع كوبه جانباً :انا ماشي بشغلي على البركه وربك يعطي من يشاء بغير حساب
اغلق سيف دفتره بعد ذلك القول ونبس بإستنتاج قائلاً :يعني تقول ماراح نستفيد منك شي !
امال جرير برأسه وقال معلقاً :افا عليك ، عندكم سياره ؟