.
.
.تهادى على المَرمَر مدركاً بأنه وفي هذه اللحظات لايعدو عن كونهِ مُتطفلاً وحُشري لكنه مُجبر ! بتراء لم تكن يوماً له اختاً بقدر ماكانت عوضاً عن يباس الايام التي تهشمت بداخله، أُنسه في وحشته وسكينته في شتاته وآمانه عند الخوف .. انها عائلته كل عائلته التي فقدها ذات يومٍ أسود
طَرقَ على الباب لمرتين ثم سمِع الأذن في الثالثه فدلف الى الغُرفه 103، شيئاً ما تمزق ارباً بداخله وهو يرى من عَلى السرير يراقبه بصمتٍ تام، رجُلٌ غَريب اويسأل الغَريب عن علاقته بأخته!
هو يوقن بأن أخته لن تملك مع هذا الرجل اي علاقه ذات نوعٍ عاطفي ولا رِفقه حتى لكنه الاسوء .. ان يكون سياسياً، ارهابياً، او مطلوباً للعداله حينها وعندما تغدو حياتها على المحك لايبدو بأن هناكَ حلاً مثالياً فتقدم بضع خطى تحتَ مرمى الراقد الذي يرقبه حتى توقف فنبَس برويةٍ يتسائل :اهلاً ، تفضل؟
وكَاد هواري ليجيب لكن بمَ يجيب! وما يسأل حتى وبأي طريقةٍ يفصح عن سؤاله! .. زوبعة من شتات لم تتجاوز الثلاث ثوانٍ عصفت برأسه قبل ان يرى اجابتة ماثلةً امامه، إجابةٌ من العسل المُصفّر الذي يقبع في مُنتصف عيني الغَريب ..
فعَرف من هو دون ان يستفهمه حتى!
تِلك الزياره الصامته التي لم تتجاوز الدقيقه الواحده انتهت بالفعل بطرقاتٍ على الباب ثم دخول شخصٍ ما، كان تحت مرأى أديان الذي وجَه ناظريه اليه وخَلف هواري اي يقابل ظهره
امال مُحمد رأسه ناحية هواري مستفهماً من اديان عن هويته، لكن أديان يجهلها ! اما هو وفي اللحظه التي التقت بها عينيه مع عيني هواري سقط كوب القهوه عن يده مُلطخاً الأرض البارده ببقعاً بنيةٍ حَاره منتشراً رذاذها على ملائة السرير والاريكه البيضاء الطاهره !
تراجع هواري وبنبره خافته غير آبهه بالحادث الذي حدت للتو مع الشخص الآخر في الغرفه قال بينما يغادر :مخربط برقم الغرفه
عقد أديان حاجبيه ولوهله لم يصدق تلك الحجه! فتصرفات هواري في البدايه كانت توضح بأن هناك الكثير مما يرتص في حنجرته منتظراً الإفراج، الا ان حال الآخر بدا له اكثر غَرابه .. حاله من الذهول والإرتباك غزت كتلة البرود هذه فنبس مستفهماً :خيرك يبه! تعرفه؟
بدا محمد وكأنه يحتاج للمزيد من الثواني لترتيب تلك العشوائيه التي تتملك عقله للتو وللهاتف كان رأيً آخر فقد ارتفع صوت الرنين شارخاً سكون المكان، ابتلع محمد ريق فمه قبل ان يضع الكوب الناجي على المنضده المجاوره للسرير، اخرج هاتفه وحالما لمح الأسم رفعه الى اذنه مجيباً بقوله :هلا سلطان ارحب
سلطان قناص متقاعد عن الجيش، رجل توكَل بمهمة المراقبه والتأمين اثناء صفقات بيع السلاح وفي باقي الاوقات فهو الرقيب والمدقق على بعض مواقع وشخصيات لها تأثير مباشر على اديان وجماعته، عادةٍ مايأتي بمعلوماتٍ دقيقه لذا فأي اشارةٍ او اتصال منه فهو في منتهى الاهميه