الفصل العاشر: علاقة صغيرة🧚‍♀️

46 2 2
                                    

متنسوش الفوت يا رجالة أنا قولت أهو🤨
متحسسونيش إني لوحدي في الأبلكيشن ده😂
يلا بسم الله🎉
************
الفصل العاشر👏

رأته يجلس بالحديقة يبدو عليه الحزن؛ فأشفقت وليتها لم تفعل، ذهبت بحسن نية تصنع له كوبًا من الشيكولاتة الساخنة لتحسن مزاجه
ذهبت إليه تحمل الكوب بيدها، وقفت أمامه مباشرة تحجب بعضًا من إضاءة البدر التي كانت تنير بقعته في ظلام الليل؛ فرفع رأسه إليها..

فوجئ حمزة بوجود تلك الغريبة الصغيرة، وبتلك الابتسامة البلهاء التي ترسمها على محياها وهي تمد له يدها بالكوب، وتقول بابتسامة مشرقة مع تسلسل الضوء حول وجهها، فحل وجهها محل البدر، وابتسامتها محل شعاعه الأبيض الذي لم يتلوث بعد بدنياه المعتمة "اتفضل عملتلك هوت شوكليت، شوفتك امبارح بالليل بتشربه باستمتاع وحسيت إنك بتحبه"

بانت نظرته أكثر ظلامًا وهو يضيق عينيه بانزعاج كأنها ضغطت للتو على لغم لم يفترض بها الاقتراب منه
وفجأة تضاعفت عيونه بنظرتها البغيضة، وتكررت كثيرًا في صورة خيالها حتى أُجبرت على فتح عينيها فزعًا تلهث بشدة من كابوس آخر راودها تلك اللية.. وكأن هذا ما كان ينقصها!!

لقد غفت بصعوبة شديدة، ولكنه أبى إلا أن يفزعها، ويقلق منامها، مدت يدها تلتقط الهاتف تنظر في ساعته لتدرك أن الفجر قد أذن؛ فقامت تصلي
توضأت، وبسطت سجادة الصلاة، وأدت فرضها بخشوع قدر ما استطاعت كما تعلمت في صغرها ثم نظرت إلى إبريق الماء الخالي بجانب فراشها؛ فنهضت تأخده لتملأه من الأسفل
نزلت الدرج متوجهة للمطبخ وقبل أن تدخل شعرت بحركة خفيفة بداخله، تعجبت من الأنوار المضاءة، ودخلت بهدوء وحذر تبحث عن الموجود
رأت أقدامًا صغيرة تنسحب لتحت الطاولة التي تنتصف المطبخ الواسع؛ لتختبئ عنها، وعرفت هويتها فورًا؛ فتنهدت براحة

تقدمت بضع خطوات حتى وصلت ثم جلست أمامها القرفصاء لتنزل لمستواها، رفعت الصغيرة نظرها تنظر بعينيها الواسعتين لها بخجل طفولي كمن فعل خطأً، ولم يخفَ على سمر تلك الدموع المالحة التي تسيل على وجنتيها الممتلئة الناعمة؛ فرسمت سمر ابتسامة مطمئنة لطيفة على ثغرها وهي تحدثها بحنان سيطر عليها "بتعملي ايه هنا؟"
أخفضت الطفلة رأسها ولم ترد، ومازالت تشهق بين لحظة وأخرى من أثر البكاء؛ فتابعت سمر "أقولك على سر أنا جعانة أوي وأنتِ كمان جعانة زيي؟"

رفعت أنظارها بخجل ثم هزت رأسها بالإيجاب مرتين متتاليتين لتتسع ابتسامة سمر أكثر قليلًا، وتكمل "ايه رأيك نعمل حاجة ناكلها سوا؟"
ثم مدت يدها؛ فأمسكتها الصغيرة، واستسلمت لها وهي تسحبها من تحت الطاولة، وما إن وقفتا حتى حملتها سمر في حضنها مربتة على ظهرها بحنان وهي تدور بها حول الطاولة لتجلسها عليها ولكن باتجاه الثلاجة، وانحنت بجذعها تسند كلتا يديها على جانبي فرح وتسألها "ها؟ تحبي تاكلي ايه؟"

أضواء في آخر النفق للكاتبة ندى محمد "ندفة نوش"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن