الفصل الثالث عشر: قد تكون لطيفة أحيانًا

44 5 1
                                    

هلا يا حلويات♥️♥️
متنسوش الفوت "النجمة" عشان تشجعوني والرواية توصل لناس أكتر♥️♥️
صلوا على الحبيب ونقول بسم الله🥰
************
الفصل الثالث عشر

دخل الغرفة غاضبًا منها ومن نفسه، ومن برودها وإصرارها على النكران، ومن عينيها الرماديتين الواسعتين المميزتين! كيف لها أن تكون شيطانة بعيون ملائكية، أليس هذا خطرًا على العالم!!

صفق الباب خلفه متعجبًا من عصبيته الزائدة التي استطاعت هي بسهولة تحفيزها، وكأنه همجي بلا عقل ليتحكم بنفسه!
فوجئ بأخيه يشير له بإصبعه أن يهدأ؛ لأنه سيفتح الكاميرا الأمامية للحاسوب المحمول، ويدخل اجتماع عمل عند بُعد، ولكن المفاجأة لم تكن في العمل أثناء الإجازة بل في ثياب أخيه!
كان جالسًا أمامه بسروال السباحة القصير الذي تتساقط منه قطرات المياه واحدة تلو الأخرى، وقد أغرق الغرفة بأكملها، أما للنصف العلوي فيرتدي حلة رسمية، قميص أبيض وبدلة سوداء حتى أنه يعدل رابطة عنقه الحمراء الداكنة متذمرًا "عاجبك اللي أبوك عامله فيا ده؟؟ أدي أخرة القرارات الديكتاتورية بتاعته، بحضر اجتماع مهم زي ده بالمايوه"

ظل معاذ محله لثوانٍ يحاول استيعاب الصورة أمامه قبل أن يرمش عدة مرات متناسيًا حنقه لفاصل من الزمن، ثم تقدم بخبث بلا تعليق باتجاه فراشه ملتقطًا الهاتف؛ يلتقط عدة صور متتالية لأخيه في هيئة لن يكررها الزمن، وفرصة لن يضيعها أبدًا

صاح به حسام بغضب "بتعمل ايه يا بني آدم أنت، نزل البتاع ده بدل ما.. مساء الخير يا جلال باشا"
تحول وعيده فجأة لصوت وديع مرحبًا بابتسامة عملية واسعة بضيفه في اجتماع الليلة

بينما ألقى معاذ بجسده جالسًا على الفراش مبتسمًا بانتصار، وأسند عكازه على الحائط بجواره، ولم يلبث أن تذكر ما في جيبه؛ فمد يده لجيب سرواله القطني القصير يخرج القلادة، وألقاها على الكومود بإهمال حانقًا على قلبه الذي تربى جيدًا؛ فلم يطاوعه لرميها بل رمى الحجر الآخر الذي كان بيده بدلًا عنها!
********************

الغيرة كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله، وهي تغار.. تغار بشدة من أختها، وعليه أيضًا
على الرجل الذي تركها منذ بعض الوقت منزعجًا منها، وذهب لأختها يتسامران.. يتقربان.. ينظران بعيون بعضهما البعض كالعشاق!!
إن كان يخون خطيبته على أية حال فما الذي ينقصها؟؟

هل بعض الجمال الذي تتمتع به أختها؟ لا يهم؛ فالمهم هو جمال الروح.. هكذا أخبرتها الروايات، ولكنها لا تؤمن بذلك كثيرًا؛ فالواقع أولى بتصديقه، وهو يخبرها أن الشكل هو أهم شيء، إن لم يكن هو كل ما يهم
فانجذاب الجميع لأختها الحسناء خير دليل، الجميع يحبها.. الجميع يفضلها.. الجميع يتمناها، أما هي فغير مرئية على الإطلاق، وكأنها ترتدي "طاقية الإخفاء" لا أحد يراها أو يسمعها.. لا أحد أبدًا
وهي لا تريد أن تخسر مجددًا، إن كان السر في الجمال؛ فستفعل المستحيل لتبدو جميلة في عينيه، ستفعل كل شيء وأي شئ كي ينظر إليها، وينسى أختها وحتى خطيبته؛ فهي أحق منهما به.. هي أطيب، هي أصدق في حبه.. هي أنقى من كليهما!
********************

أضواء في آخر النفق للكاتبة ندى محمد "ندفة نوش"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن