٢٣.فرصة أخيرة.

31 4 1
                                    

قراءة ممتعة ✨.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرج من الغرفة بعد أن أغتسل يبحث عن زوجته ، هو يعلم أنها لم تخرج فقد سمع صوتها منذ دقائق فقط .

مارسوا الحب ، هو لم يكن يفكر بعقله حينها ، كل ما رغب به أن يغرقها بالحب ، أن يشعرها بقيمة ذاتها و بأنها تستحق كل شيء جميل ، سمح لنفسه بأن يكون معها هذه المرة ، بأن يترك جسده يتفاعل معها دون أية قيود...و الآن هو يشعر بالثقل في صدره ، و كأنه أرتكب بحقها شيء بشع ، فقد عاد عقله و منطقه و ذنبه و يفكر بأن يخبرها أن ما حدث كان لا يعني شيء ، لكنه لا يعلم كيف يواجهها بالأمر ، بل كيف سمح لنفسه بأعطائها أمل زائف و الأنجراف وراء مشاعر هو ليس مستعدًا لها .

" هل استيقظت ؟ لقد أعددت بعض الطعام ، لم نأكل شيئًا منذ أمس "

التفت نحوها لينظر لها و هى تضع أطباق الطعام على الطاولة الصغيرة التي بغرفة المعيشة ، ثم تركض إلى المطبخ مجددًا لتجلب باقي الأطباق و تضعها على الطاولة.

مرت من جانبه لتجلس على الارض أمام الطاولة و لكنها لاحظت تجمده بمكانه ، فرفعت رأسها تنظر له ناطقة :
" ألن تأكل ؟ "

هز رأسه بمعنى أنه سيأكل ثم أقترب منها ليجلس بجوارها على الأرض ، نظر إلى الصحون و تنوع الطعام بها ، متى صنعت كل هذا ؟

وضعت كوب عصير أمامه مردفة:
" لم أجد فاكهة لأعصرها ، لم يكن هناك سوى عصير عنب معلب ...أم أنك تريد قهوة ؟ "

أنها تتحدث كثيرًا ، كما أن  وجهها صار مشرقًا فجأة ،  لون عينها صار زاهيًا ...أنها سعيدة ، أنها سعيدة و ذلك يجعله يتراجع عن فكرته السابقة ، لا يمكنه أن يكسر فرحتها هذه ، لا يمكنه أن يحول لمعة عينها إلى دموع ، لا يستطيع أن يفعل ذلك بها .

" الكسندر...هل هناك خطب ؟"

نبست تحدق به بقلق ، هى تثرثر و هو يحدق بها صامتًا و كأنه يجهز لشيء سيحطمها ، ربما هى تسرعت ، أو فهمت ما حدث بشكل خطأ ، لكن كيف هذا و تلك أول مرة تشعر بها أن زوجها معها ، كان هناك أختلاف هذه المرة ، كان الكسندر يشعر بها ، يدرك وجودها و يثبت لها ذلك بكل حواسه .

لاحظ تحول ملامحها إلى القلق و الذي سيطر على عينها و كأن الحياة سلبت منهما فجأة ، هز رأسه بسرعة ينفي أي فكرة سيئة خطرت ببالها ليبتسم بحفة مردفًا :
" نحتاج للحديث معًا ...لكن لنأكل أولاً ثم نجلس و نتحدث"

هزت رأسها بحسنًا و قد أنطفت فجأة ، و تظاهرت بتناول الطعام فقد فقدت شهيتها بسبب تفكيرها بما قد يخبرها به ، ربما يسخبرها أن ما حدث كان لا شيء ، ربما يخبرها أنه سيعجل إجراءات الطلاق ، أو أنه سيخبرها بأن يكملوا في انفصالهم لكن دون طلاق رسمي إن كانت ترغب في البقاء بالمنزل .. أيًا كان ، هى تشعر بالسخافة ، لقد وضعت املأ زائف مجددًا ، خدعت نفسها بأنه قد يسمح لها بحبه و البقاء معه ، رغم توسلها إليه سابقًا ...ربما هو فعل ذلك لأنه شعر بالشفقة تجاهها ليس أكثر . كم هى مشمئزة من نفسها حاليًا .










أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن