٤. تأت الرياح بما لا تشتهي السفن.

41 5 0
                                    

قراءة ممتعة

.

ثلاثة أيام مرت على ذلك اليوم البائس ، و كما أمر ديفيد حدث ، جاءت اليني و زوجها لقيمان بمنزل والدها ، و لحسن حظ ديانا أن ايدن لم يأت معهم و مازال يقيم عند صديقه و ذلك ساعدها على التماسك قليلاً.

نظر أنطوان نحو شقيقه الذي يحشر الحقائب داخل السيارة مردفًا :
" يمكنني الذهاب بمفردي كما تعلم "

" أعلم ، لكني أريد السيارة ، لذا سأوصلك ثم أذهب "
نطق ايدن قبل أن يغلق باب السيارة ليحدق به انطوان بعدم اقتناع نابسًا :
" ستذهب لتراها صحيح ؟"

بأنكار شديد عقد حاجبيه و أنكمشت ملامحه ، و دون إجابة سار متجها نحو مقعد السائق ليركب السيارة ، فلحق به الآخر و يجلس بالمقعد المجاور مردفًا :
" إنها امرأة متزوجة الآن يا ايدن "

بنفاذ صبر التفت ايدن نحو شقيقه الأصغر و قد ظهر عليه الغضب قائلاً:
" ماذا تقصد ؟! ها ؟!"

" لا أقصد شيئا ! ، لكني أحذرك ."

" انا أعلم ، لا تقلق ، لم أعد املك مشاعر تجاهها "

نبس و هو يحاول تشغيل السيارة ليحدق به انطوان بصمت ، فهو يعلم أنه حتى بعد مرور تلك السنوات ، لازال شقيقه لم يتخلص من مشاعره تجاه ديانا ، نظرته لها أكدت ذلك .

.
.

في حديقة المنزل ، جلس آدم بجوار شقيقته على الاريكة الصغيرة الموضوعة بجانب الزهور التي يزرعها ديفيد .
منذ نصف ساعة و هما جالسان تحت غيمة الهدوء ، لا يعلم كيف يبدأ الحديث معها ، و هى لن تبدأ حديث معه ابدًا .
رغم أنه جاء حينما أغلقت كل سبل الوصول إليها منذ ذلك اليوم ، و هو لا يلومها أبدًا .

" لم تخلعيه بعد ، أظنك قلت أنه قبيح "

نطق مبتسمًا لتنظر له بعد فهم ، فأشار إلى السوار الذي أهداه لها بعيد ميلادها .

" لم ألاحظ أني ارتديه "

قالت قبل أن تشرع بخلعه ، فمسك بيدها بسرعة يمنعها ضاحكًا .
" حسنًا لم أقل شيء "

ثم قبل يدها مردفًا :
" ديانا لا تحزني "

سحبت يدها منه قائلة :
" لست حزينة "

كان يعلم أنها تكذب لكنه لم يضغط عليها و قرر تغيير الموضوع ناطقًا :
" إذًا ماذا ستأكلون على الغداء اليوم ؟"

" فاصولياء"

كمش أنفه باشمئزاز .
" على الذهاب قبل الغداء إذًا ، هل ستأكلين فاصولياء ؟ "

" لا أعلم ...أشتهي شيئا حلوًا ، ربما أصنع براونيز "

وقفت لينظر لها بإستفهام لتردف :
" سأعد براونيز "

أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن