١٦. لحظة من السعادة.

16 2 0
                                    


قراءة ممتعة ✨

_________________________

" ماما ! ماما ! ، استقيظي سنأكل العشب من كثرة الجوع! "

فتحت عينها تنظر حولها باستغراب ، أنها على فراش غريب ، بمنزل غريب ، ضوء الشمس يملىء المكان و هناك طفلة في عمر الخامسة تقريبًا تجلس فوقها حرفيًا ، بينما بجوارها طفلين صغار آخرون ينظرون لها .

" ألن نأكل اليوم يعني ؟ "
نطقت تلك التي تجلس عليها و يبدو أنها أكبرهم سنًا ، لتحدق ديانا بها متعجبة ثم تحول بضرها إلى باقي الصغار .

" ثيو يريد بان كيك و أنا أريد عجة بيض "

نطق ذلك الصغير ليهز المعني ثيو رأسه مؤكدًا :
" أجل ! بان كيك ! "

ظلت تحدق بهم لثوان قبل أن تدرك أنهم أطفالها ، هؤلاء هم اطفالها الذين فقتدهم ، لكن ها هى تراهم الآن ، و يا لهم من لطيفين حقًا !

" ماما تبكي ! "
نطق أصغرهم لينظروا لها بإستغراب ، أيعقل أنها تبكي لأنها لا تريد أن تعد لهم الفطور ؟

" هل قلنا شيء يحزنك ؟ "
كانت أكبرهم من نطقت و قد أستقامت عن والدتها لتجلس بجانبها ، أعتدلت ديانا في جلستها لتنظر لها بينما تحاول كفكفه دموعها منزعجة من بكاءها بموقف سعيد هكذا .

" أنتِ ليلى ، صحيح ؟ "

هزت ذات الخصلات البنية رأسها و هى تنظر لها بتعجب . دنت ديانا منها لتأخذها بين ذراعيها تعانقها بقوة .
هى لم تكن تظن أبدًا أنها سترى ليلى ، فهى الوحيدة التي تم اجهاضها بجراحة ، كانت تظن أنها لن تستطيع حتى رؤيتها بعد الموت بعد أن أجبرت على قتلها ، لكن ها هى الآن بين ذراعيها ، و يا إلهي كم هى جميلة و لطيفة .

أشارت لبقيه أطفالها بالاقتراب لتعانقهم جميعًا ، و لأول مرة تحظى بعناق جميل و دافيء هكذا .

بكت ، بل أنتحبت بشدة لكن تبكي من فرط سعادتها ، فكل ما رغبت به أصبحت تعيشه بعد عذاب .

أعدت لهم الفطور و جلسوا ليتناوله بمفردهم دون مساعدة عدا أصغرهم ، ثيو الذي يريد بان كيك و ليام الرضيع .
خمسة أطفال حولها ، يضحكون و يلعبون ، صوتهم عالي و لا يمكنهم البقاء هادئين أبدًا ، لكنها سعيدة ، هذا هو ما ترغب به ، تلك الضوضاء و الفوضى التي تحدثها الكائنات الصغيرة أحب شيء إلى قلبها .

و هكذا مر اليوم دون أن تشعر ، أجمل يوم عاشته .
نجحت في أن تضعهم بالفراش أخيرًا و قررت الذهاب إلى غرفتها و نيل قسط من الراحة بعد يوم مليء بالركض وراء اربعة أطفال بينما تحمل بآخر بين ذراعيها.

أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن