٣٠. شقيقي آدم .

43 5 0
                                        


قراءة ممتعة ✨.

" أين هى ؟!  اتصل بها لكنها لا تجيب ! شقيقها يريد رؤيتها ! أخبرها أن شقيقها يحتضر و يريد أن يراها !"

صمت لثوان يحاول ابتلاع صدمة ما سمعه ليقول بنبرة محبطة واهنة :
" إن ديانا تلد الآن يا سيدة آنجيلا "

" آه ! يا إلهي ! "

صاحت آنجيلا تبكي بآسى قبل أن تنهى المكالمة ، بينما حدق ديفيد بالفراغ ، لا يعلم ما الذي عليه فعله ، تلك المسيكنة تلد في الداخل بدون عائلة أو زوج و حينما تخرج ربما لن يكون لها شقيق أيضًا .

تنهد ديفيد بآسي و ضيق شديد لتلاحظ جانييت ذلك و تسأله :
" ما الأمر ؟"

رفع بصره ينظر لها ثم حول بصره نحو إيدن الذي حدق به بفضول لينطق بيأس :
" إن شقيقها يحتضر و يريد رؤيتها "

أغمض إيدن عينه في حسرة بينما حدقت جانييت بوالدها في صدمة قائلة :
" آدم ؟ يا إلهي ! "

استقامت بسرعة تخرج هاتفها تتصل بآنجيلا و ويليام ، رأها ديفيد تبكي من بعيد و هى تتحدث على الهاتف قبل أن تتجه نحوه تقول بين دموعها :
" أـ أن حالته ساءت للغاية ، قال الطبيب أنه لن يصمد للغد ... أبي هل يمكنني أن أذهب له رجاء ؟"

هز ديفيد رأسه بحسنًا فهرعت تركض ذاهبة إلى صديقها ، تنهد بثقل قبل أن يضع رأسه بين كفيه بقلة حيلة ، بينما كان إيدن ينظر نحو الباب الذي ستخرج منه ديانا ، ألا يمكنها أن تسعد بشيء ما للحظة ؟ لا يعلم كيف سيخبرها و لا يدري كيف ستصمد ، ستنهار و هو مدرك لذلك .

***

أقترب ديفيد منها ليضيع الصغير بين يدها بحذر ، ففتحت ثغرها بدهشة و هى تنظر نحوهم بعدم تصديق ، هى فعلا لا تستطيع استيعاب أنها تحمل طفلها أخيرًا بعد اشتياق طويل .

" أنه صغير جدًا يا إلهي!"

نبست بينما تتأمل ملامحه و عينها تلمع بسعادة ، كان صغير و لطيف ، و جميلاً للغاية.

" أنه يشبهكِ يا ديانا"

" حقًا ؟ "

هز رأسه بأجل لتبتسم قبل أن تعاود التحديق بطفلها و قد بدأت بمداعبته و ملاغته كانت تبكي لكن لفرط سعادتها  ، لا تصدق أنه بين يدها و أن تشعر به و تشم رائحته ، كانت تأتيها أحلام كثيرة عن تلك اللحظة ، لكنها الواقع أجمل بكثير رغم الألم الذي سبق تلك اللحظة ، أنه يستحق الألم و يستحق أن تعيش لأجله .

أقترب إيدن ليجلس بجوارها و ينظر إلى الرضيع ثم لها و كم سعادتها ، و التي تجعل قلبه يتمزق إلى أشلاء الآن حينما يدرك جهلها بحالة آدم ، لكنه لا يستطيع أن يكسر فرحتها تلك ، لتوها فرحت منذ شهور من الحزن و الألم و الآن عليه ان يخبرها أن شقيقها يحتضر ؟! كلا أنه لن يقدر على ذلك .

أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن