٢٧. إينالي .

24 3 0
                                    


قراءة ممتعة ✨.

كان يجلس بحديقة منزلهم بعد أن ضجر من غرفته ، يضع قطع اللغر أمامه  ليجمعها معًا حتى يسلي وقته ، كيف تكون آخر أيامه بهذا الملل ؟

شعر بصوت أقدام تقترب منه لكنه لم يلتفت فغالبًا ستكون والدته ، أقترب الكيان منه يجلس بجواره في هدوء ، فنظر نحوه بطرف عينه ليتفاجأ بأنها شقيقته و بسعادة التفت نحوها قائلاً بفرح :
" لا أصدق أنكِ أتيتِ ! "

حدق بها مبتسمًا لتهز هى رأسها في هدوء ثم تنظر نحو قطع اللغر المبعثرة فنظر لها بدوره مردفًا بينما يحك رأسه :
" أنها مفيدة لقتل الملل "

هزت رأسها بأجل ، هذه كانت هديتها له في عيد ميلاده و كانت تخشى ألا تعجبه لذا من المريح أن تراه يلعب بها .

عاد لإكمال تركيب لغزه بينما هى تجلس جواره تراقبه في صمت ، هى لا تعلم ما الذي عليها فعله و لا تستطيع بدأ حديث معه ، و هو لم يخطر بباله موضوع للحديث لكنه كان سعيدًا بكونها معه ، يكفي أنها أتت لزيارته قبل أن يتصل هو بها و يطلب منها ذلك .

حك رأسه و هو يركب قطعيتين لغز ببعض مردفًا :
" كيف تسير الأمور معكِ ؟"

" بخير ..."

أجابت تعبث بالعشب تحتها قبل أن ترفع رأسها و تنظر نحوه ناطقة:
" آدم ...لدي سؤال "

" أسمعكِ "

نظرت به مترددة ثم قالت :
" ألست خائف ؟"

توقف عمّا كان يفعله لثوان ، سؤالها كان قويًا و مؤلمًا بعض الشيء .

رأته يبتسم بخفة قبل أن يرفع رأسه و يبادلها النظرات مجيبًا :
" سأكون كاذب إن اخبرتك أنني لست خائف "

" ألست غاضبًا ؟"

" ربما ...هل قررتِ أن تصبحي معالجة نفسية أم ماذا ؟"'

نطق ساخرًا بينما يحك رأسه لتتجاهل هى حديثه و تكمل :
" ألا تشعر بأنك حرمت من عدة أشياء ؟ ألا تشعر بالغيرة كون جميع من حولك بصحة ؟ "

بسم بخفة بينما ينظر لها بعدم فهم ليجيب :
" أنا ممتن أن من حولي بصحة ، هل أنتِ بخير ؟ أسئلتك غريبة ! "

صمتت تحدق به لثوان تراقبه و هو يعاود حك رأسه بانزعاج ثانية فتجاهلت حديثهم السابق و نطقت:
" لمَ تواصل حك رأسك ؟! "

أبتسم بخجل قبل أن يميل نحوها هامسًا :
" في الحقيقة أن شعري يحتاج للغسل من أسبوعين ، نتانة أعلم ! ، لكنى لا أملك طاقة لفعل ذلك..و محرج لأخبر أمي فقد كبرت على ذلك "

عبس بطفولية قبل أن يعود لتركيب اللغز ، ظلت هى صامتة تفكر لثوان قبل أن يتفاجىء بها تسقيم  ناطقة :
" أتبعني "








يجلس فوق أرضية المرحاض ، رأس منحني إلى الخلف مستندًا على حافة حوض الإستحمام ، يده تحكم المنشفة التي حول رقبته حتى لا تبتل ملابسه .
ينظر نحو تلك الجاثية بجواره و التي بدأت بصب الماء الدافئ فوق رأسه ، لقد عاش لمدة عشرون عامًا ، لكن تلك اللحظة تعد من أسعد لحظات حياته ، حيث تهتم به شقيقته الكبرى و تغمره بالدفء و الحب دون أن تعترف بذلك .

أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن