قراءة ممتعة ✨.كان يجلس بحديقة منزلهم بعد أن ضجر من غرفته ، يضع قطع اللغر أمامه ليجمعها معًا حتى يسلي وقته ، كيف تكون آخر أيامه بهذا الملل ؟
شعر بصوت أقدام تقترب منه لكنه لم يلتفت فغالبًا ستكون والدته ، أقترب الكيان منه يجلس بجواره في هدوء ، فنظر نحوه بطرف عينه ليتفاجأ بأنها شقيقته و بسعادة التفت نحوها قائلاً بفرح :
" لا أصدق أنكِ أتيتِ ! "حدق بها مبتسمًا لتهز هى رأسها في هدوء ثم تنظر نحو قطع اللغر المبعثرة فنظر لها بدوره مردفًا بينما يحك رأسه :
" أنها مفيدة لقتل الملل "هزت رأسها بأجل ، هذه كانت هديتها له في عيد ميلاده و كانت تخشى ألا تعجبه لذا من المريح أن تراه يلعب بها .
عاد لإكمال تركيب لغزه بينما هى تجلس جواره تراقبه في صمت ، هى لا تعلم ما الذي عليها فعله و لا تستطيع بدأ حديث معه ، و هو لم يخطر بباله موضوع للحديث لكنه كان سعيدًا بكونها معه ، يكفي أنها أتت لزيارته قبل أن يتصل هو بها و يطلب منها ذلك .
حك رأسه و هو يركب قطعيتين لغز ببعض مردفًا :
" كيف تسير الأمور معكِ ؟"" بخير ..."
أجابت تعبث بالعشب تحتها قبل أن ترفع رأسها و تنظر نحوه ناطقة:
" آدم ...لدي سؤال "" أسمعكِ "
نظرت به مترددة ثم قالت :
" ألست خائف ؟"توقف عمّا كان يفعله لثوان ، سؤالها كان قويًا و مؤلمًا بعض الشيء .
رأته يبتسم بخفة قبل أن يرفع رأسه و يبادلها النظرات مجيبًا :
" سأكون كاذب إن اخبرتك أنني لست خائف "" ألست غاضبًا ؟"
" ربما ...هل قررتِ أن تصبحي معالجة نفسية أم ماذا ؟"'
نطق ساخرًا بينما يحك رأسه لتتجاهل هى حديثه و تكمل :
" ألا تشعر بأنك حرمت من عدة أشياء ؟ ألا تشعر بالغيرة كون جميع من حولك بصحة ؟ "بسم بخفة بينما ينظر لها بعدم فهم ليجيب :
" أنا ممتن أن من حولي بصحة ، هل أنتِ بخير ؟ أسئلتك غريبة ! "صمتت تحدق به لثوان تراقبه و هو يعاود حك رأسه بانزعاج ثانية فتجاهلت حديثهم السابق و نطقت:
" لمَ تواصل حك رأسك ؟! "أبتسم بخجل قبل أن يميل نحوها هامسًا :
" في الحقيقة أن شعري يحتاج للغسل من أسبوعين ، نتانة أعلم ! ، لكنى لا أملك طاقة لفعل ذلك..و محرج لأخبر أمي فقد كبرت على ذلك "عبس بطفولية قبل أن يعود لتركيب اللغز ، ظلت هى صامتة تفكر لثوان قبل أن يتفاجىء بها تسقيم ناطقة :
" أتبعني "يجلس فوق أرضية المرحاض ، رأس منحني إلى الخلف مستندًا على حافة حوض الإستحمام ، يده تحكم المنشفة التي حول رقبته حتى لا تبتل ملابسه .
ينظر نحو تلك الجاثية بجواره و التي بدأت بصب الماء الدافئ فوق رأسه ، لقد عاش لمدة عشرون عامًا ، لكن تلك اللحظة تعد من أسعد لحظات حياته ، حيث تهتم به شقيقته الكبرى و تغمره بالدفء و الحب دون أن تعترف بذلك .
أنت تقرأ
أزرق داكن | l'amour
عاطفيةسَأَلْتُهُ: مَا هُوَ اللَّوْنُ الْمُفْضِلِ لَك ؟ فَأَجَابَ: الْأَزْرَق ، لَكِنِّي لَا أُحِبُّهُ حِينَمَا يُصَبِّحُ دَاكِنَا ، فَذَلِكَ يَحْزُنُنِي. . . تحذير ! تحتوي الرواية على بعض المشاهد أو الأفكار التي قد لا تناسب البعض ، و تلك المشاهد قد ت...