قراءة ممتعة.
عودة إلى الماضي .
[ منذ أربع سنوات]" توقفي عن البكاء ، زينتك ستفسد "
بهدوء نبست والدتها بينما تعدل لها زينتها التي ستستمر بإفسادها منذ أنها لم تتوقف عن ذرف الدموع .فكيف لها ألا تبكي بينما حياتها ستنهار ، منذ يومان كانت بالمشفى يحاولون إنقاذ حياتها التي كانت تريد إنهائها ، و الآن هى على وشك الزواج من رجل لا تعلم من هو ، لأن ذلك ما تستحقه ، ذلك عقابها و عليها تحمله .
تنهدت والدتها و هى تنظر لها من خلال المرآة التي أمامهم .
" أبكي كيفما شئتِ ، بكاءك لن يغير الواقع "نطقت ببرود قبل أن تلقى ما بيدها فوق الطاولة و تذهب غالقة الباب بقوة لتجفل الأخرى . نظرت ديانا إلى انعكاسها في المرآة لترى تصفيفة شعرها المنمقة ، زينة وجهها الرقيقة التي تبرز مدى حزن ملامحها ، و فستانها سكري اللون البسيط في تصميمه .
ذلك ما آلت به نفسها ، بعد أحلامها عن الزواج ممن تحب في زفاف ضخم و يوم تظهر به كأحد الأميرات بسعادة ، أصبحت تعيش كابوسًا ، ستتزوج من رجلاً غريب، بلا زفاف و لا تشعر سوي بالحزن .
عادت لتمتلئ عيانها بالدموع مجددًا ، قلبها مقهور على حالها بشدة ، كوبت وجهها لتبدأ بالبكاء بصوت عالي ، تنتحب بقوة و كأنها تحضر عزاء نفسها ، أو ربما هى فعلاً .
كل ما يحدث معها بسبب أنها أحبت الشخص الخطأ ، وثقت به لكنه لم يكن موضع ثقة ، هى مخطئة فيما فعلته لكن ماذا كانت ستفعل ، الفتاة صاحبة الثامنة عشر من عمرها لم تتلقى الحب من والديها أبدًا ، منذ أن أتمت الثامنة و هى طفل زجاجي ، غير مرئية ، و لا تسترعى انتباههم .
إذًا من المتوقع أن تبحث عن الحب بالخارج ، لا يهمها إن كان الشخص مناسب أم لا ، إن كانت ما تفعله خطأ أو صواب ، كل هذا لا يهم ما دامت تتلقى الحب و الإهتمام ، حتى إن كان ذلك الحب و الإهتمام مزيفان ..فهى لن تعلم على أية حال .سمعت صوت باب الغرفة يفتح و أحدهم يدلف ، فرغبت بكتم شهقاتها لكنها لم تستطع.
شعرت بيد فوق كتفها فعلمت أنه شقيقها الذي نبس :
" لقد وصل "حاولت أن تكفكف دموعها التي اصبحت انهارًا تجري فوق وجنتيها مع شقهاتها التي لم تهدأ . بينما أمسك آدم بمنديل ورقي و رفع رأسها ليجعلها تنظر له ، ثم بدأ بتجفيف دموعها و هى يحاول قمع رغبته بالبكاء و هو يشاهد حالتها .
ملامحها المرهقة ، الهالات التي ظهرت تحت عينها ، فقدانها لنصف وزنها تقريبًا ، و زرقوتيها التي أرهقت من كثرة الدموع ، محاولاتها للتخلص من نفسها أكثر من مرة ، و كونها سترحل عنهم بهذه الطريقة العبثية .
كل هذا يغضبه و بشدة ، يعلم أنها أخطأت لكنه لا يحتمل رؤريتها محطمة بهذا الشكل .

أنت تقرأ
أزرق داكن | l'amour
Roman d'amourسَأَلْتُهُ: مَا هُوَ اللَّوْنُ الْمُفْضِلِ لَك ؟ فَأَجَابَ: الْأَزْرَق ، لَكِنِّي لَا أُحِبُّهُ حِينَمَا يُصَبِّحُ دَاكِنَا ، فَذَلِكَ يَحْزُنُنِي. . . تحذير ! تحتوي الرواية على بعض المشاهد أو الأفكار التي قد لا تناسب البعض ، و تلك المشاهد قد ت...