٥. ذلك الصغير اللعين .

43 5 0
                                    


قراءة ممتعة

.

جالسة فوق حافة حوض الإستحمام وجانييت تضمها ، قد توقفت عن البكاء لكن ضربات قلبها وصلت لإقصاها من التوتر .

الكسندر يقف أمام الثلاثة إختبارات منتظرًا النتيجة و توتره لا يقل عن زوجته التي أوشكت أن تفقد الوعي .

" لا تقلقي ، لن يحدث سوى الخير "
نبست جانييت تحاول التخفيف عنها لكنها كل ذلك دون جدوى ، لن ترتاح إلا إذا كانت مجرد أعراض لبرد أو أي شيء آخر .

ظهرت نتيجة أول إختبار و كان سلبيًا ، لكنه لم ينطق بشيء ، ليس قبل أن تظهر جميع النتائج ، فالأجواء لا تحتمل لتوتر إضافي .
أخذ ينقر بإصبعه فوق رخام المغسلة بتوتر حتى ظهرت النتائج.
حينها أغمض عينيه بآسى قبل أن يلتفت نحوهن و بيده الأختبارين المتبقيان يتأكد مما يراه ، فربما يكون أخطأ أو خيل له ، لكنه لم يفعل ، ما يراه ثابت ، خطان باللون الأحمر لا يمكن إنكارهم.

رفعت أعينها الذابلة نحو زوجها ليوجه الأختبارين نحوها هامسًا :
" أنتِ حامل يا ديانا"

هزت رأسها بإنكار قبل أن تشهق باكية بقوة .

.

و هكذا أمضت ديانا يومان نائمة ، و لأن المنزل كان معتاد على نومها المبالغ به لم يشك أحدًا بشيء .

حتى وصلت في صباح اليوم الثالث و قد قررت أنها ستتقبل وجود هذا الطفل حتى لو رغب هو بالرحيل .
أو لنكون دقيقين هذا ما أقنعت به نفسها حتى لا تعذب نفسها أكثر ، و إلا أمضت شهور حملها نائمة .

لذا هى استيقظت قبل معاد الفطور و أغتسلت و أرتدت فستانًا جميلاً زاهيًا ، ثم وضعت بعض الزينة على وجهها لتعيد الحيوية إليه من جديد ،
و بعدها خرجت من غرفتها متجهة نحو المطبخ ، و طوال طريقها من السلم المطبخ كانت تغني أحد الأغاني المشهورة و المفضلة لها .
دلفت المطبخ و هى تغني بينما تفرقع بإصبعها و تتمايل مع اللحن ، و كأنها لم تكن تحاول إدخال نفسها في غيبوبة قبل ساعات .

توقفت عن الغناء حينما وجدت صحن بوسط الطاولة به بسكويت بالشوكولاته ، يغريها لتنسفه كله في لحظات ، ولا يهم إن كان أحد آخر يرغب به ، فهى حبلى و ليس بيدها كونها تشتهي السكريات ، طفلها هو السبب .

أقتربت من الصحن لتتذوق واحده و كادت أن تفقد الوعي من حلاوتها ، ذلك الصغير يحب الحلويات بشدة .
أمسكت بالصحن و شرعت بتهريبه إلى غرفتها لتنفرد بتناوله بينما تكمل غنائها و فمها ممتلىء.

لكنها حتى لم تتجاوز المطبخ لتجد إيدن يقف عند المدخل ، فجمدت مكانها فجأة حينما رأته ، و أزالت من ملامحها أية تعابير همت بتجاهله و الذهاب حتى أوقفها ناطقًا :
" ظننت أنكِ لا ترغبين بتناول طعام أنا من أعده؟"
رفع حاجبيه ساخرًا .

أزرق داكن | l'amourحيث تعيش القصص. اكتشف الآن