الفصل الخامس |بِقَبضة يدُه|

6.2K 474 437
                                    

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة مُمتعة♡

________________


_سعـد؟؟

تشدقوا بها في نفسٍ واحد، يحاولون تصديق وجوده بينهم، ليس لأنه من المتوقع أبدًا أو ما شابه، بل لأن "سعد وهدان" مثله كمثل الوطواط تمامًا
لا يظهر إلا في الليل، والجميع نيام
في النهار مُختفٍ ولا تلمحه إلا بالأحلام
وخصوصًا التجمعات، لا يتواجد بها ولا يحبها منذ أن بلغ الخمسة عشر ربيعًا..
وذلك ليس لأنه يُعاني الرهاب الاجتماعي مثلًا
بل لأن الرهاب الاجتماعي يُعاني منه!!!

ببساطة سعد وهدان يوجد أينما تنقرض البشرية.

رمقهم جميعًا بفتور
واحد تلو الآخر
حتى سلّط بصره على شخصٍ بعينه
فتاة شقراء و.. يبدو وكأنها بلهاء

وما أثبت له هو نُطقها فورًا
_مين سعد؟

ابتسم داخله والشياطين باتت تتراقص أمامه، هي هنا وأمام إخوته، فليقضي عليها..
اقترب منها بضع خطوات والجميع يترقب فعلته التالية، صمت الجميع ولم يُسمع صوت طرق حذاءه الجلديّ على الأرض، وللحقيقة لم تكن علامة مبشرة تمامًا

توقف أمامها يكاد لا يفصل بينهما متر على الأقل، توقع الجميع حينئذ أي شيء إلا فعلته التالية..
أخرج من جيبه سيجار حشيش ملفوف ليشعله بقداحته التي كانت بجيبه الآخر؟!!!

جديًا كان يمارس عليهم الصمت العقابي
وربما.. الصمت الكارثي

لم ينطق، ولم يتحدثوا كذلك؛ ظلوا يشاهدونه بينما ينفث أنفاسه المُدخنة برائحة الحشيش القوية في وجهها، هي التي لم تستطع كبح ضعفها أكثر وبدأت في السعال فورًا لاختناقها أثر فعلته

_أنا Sensitive -حساسة- ناحية الدُخان، إبعد شوية please..

نفث دخانه من جديد يضايقها بغيمة سحب دخانية جديدة، قبل أن يُسقط السيجار من على فمه يحتفظ به بين أنامله

_مـعـاكِ المـعـلّـــم، سـعـد وهـدان...
اللـي خاطِـفك يـا مَـدام.

_ بس أنا أنسة!

قالتها بتلقائية تُصحح لهُ جُملته قبل أن تستمع لصوت عابد المُرتجف
_الله يمسيها بالخير.. كانت غبيّة

قضبت بين حاجبيها تتساءل مَن هي التي يقصدها بحديثه؟ وبالفعل كادت أن تطرح سؤالها لولا سعد الذي إسترعي إنتباهها من جديد

_بسّام دافعلك كام يا بت؟؟

سألها بصوتٍ عالٍ نسبيًا مقارنةً بهدوئه المعروف به، لكنها كذلك لم تعره بالًا وردّته السؤال بآخرٍ

_بسّام مين؟ أنا معرفش غير فارس.

_وفارس دافعلك كام؟

_هو In reality مبيدفعش، أنا اللي بدفعله.. دا باطل أساسًا ومش بيشتغل!

ورطة باللون الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن