ورطة باللون الوردي

الفصل العاشر |عرض زواج|

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة

________________

فاقد الشيء يُعطيه
جُملة قيلت قديمًا في المسلسلات والروايات
عن أن فاقد الشيء أكثر العالمين بمرارة فقدانه
لذا هو أول مانحيه
لكن دعني أخبرك أننا هنا بدنيا الواقع
حيث..
فاقد الشيء يأخذه عنوة ممن يحيطوه
يدهس بحذاءه على كل شبيه له مزعوم
لعلّه ينسى مرارة ما عاش ويمحي نسخته القديمة المظلوم.. لعلّه يعوّض فيه نقصه المكلوم!

زيـدان
اسم يعني الوفرة في الشيء والكثرة
ولكن.. عن أي كثرة أُدعى
من كل النَقص الذي في داخلي؟؟

يفترش سريره المخصص والأجهزة تحتلّ كل إنش به، المحاليل هنا وهناك وأوعية نقل الدَم تتصل بمواضع جسده كذلك، وجهه المليء بالكدمات وجسده المدهوس دليل حي على أن الماثل هنا بين الحياة والمَوت، على طرف شعرة من مفارقة حياة كانت له ند بند طوال عمره، ويا ليته فلح آنذاك!
ش

ريط سينيمائي طويل مرّ أمام مخيلته وهو مغمض الأعين يستشعر بداخله آلم كدماتها عن حياة لفتى اتصف بالمرح والشجاعة كانت أشبه له بمقبرة أو تابوت..

هنا فقد حلمًا عاش أبدًا يُحيي فيه
وهنا فقد أهلًا ظن يومًا أنهم جيشه الوحيد
وهنا فقد أصدقاءًا كان لهم دهرًا خير صنديد
واليوم يفقد نفسه، كله، ويبقى عاري الروح والهيئة
مُعرّض للهواء الطلق، حتى شابهُ الصديد

يكاد لا يشعر بصوتٍ حوله سوى النبضات المزعجة لذلك الجهاز القريب، دونًا عن ذلك فقد ظن لوهلة أنه مات أو ما شابه، ولم يستبعدها حتمًا
بل كل موقنًا بها كل اليقين، بالله أي شخص يمكن أن يظل على قيد الحياة بعدما تنقلب به دراجة نارية موتورها يعد واحد من الأسرع في صنفها؟؟!

يظن أنه لولا قفزته من الدراجة قبل اصطدامها أرضًا وتفجيرها لما كان على قيد الحياة، لما كان حيٌ يرزق

يشعر بنفسه التي أطلقت زفير ساخن أثر استيعابه لما يجري.. هو حيّ؟؟!!
زيدان حيّ!!!

لا يصدق نفسه بعد، قفزة كتلك كانت مستحيلة كفاية لأن يعيش بعدها ولو إكلينيكيًا، لذا هو يؤمن كل الإيمان أنها معجزة من خالقه ليس إلا