الفصل الواحد وعشرون |سليلُ الندبات|

3.9K 445 501
                                    

بسم الله
صلوا على رسول الله

لا تنسوا الـvote ★
قراءة ممتعة ♪♪

________________


مرّ دونًا عن اليوم عشرة أيام
تسعة ليالٍ عُجاف مرّوا بالإكراه ولا زالت قلوبهم على جرف الهلاك والدَمار..

سمعتُ يومًا أن الحياة كقطع شطرنجية
اليوم بيدق والغد ملك
ومن حينها والغد لا يأتي

عالقين في أمس لا يعرف الرحمة
ومنذ ذلك وتوقفت عقارب الساعة
تعلن وبفمٍ مليء أنه مكاننا
حيث الماضي والذكريات
كنوعٍ من أنواع آسر الذات..

وأما عنه
فكان لا يعلم للذات سبيلًا منذ أن ضاعت
وضاع هو معها

حادثة بعُمر العشر سنوات
أكسبته عُمرًا فوق عمره
شابت لها خصلاته ومعها ملامحه

ذلك الفتى الثلاثينيّ؛ غدا بقلبٍ ستينيّ لو تعلمون!

هنا.. بنفس المكان
بنفس البيت
وبنفس الواقعة

ارتفعت الأصابع تُشير نحوه
"ابتعدوا عنه"
"شاهدوا المُجرم"
"شهواني حقير"
"مُغتصِب أطفال"
"آتى بالعار"
"سيُدنس الحارة"
"إما أن تُطرد، أو تُرجم حتى تموت!"

لا تزال الأصوات تُداهم ذهنه
لا تزال النظرات المُشمئزة تحرِق روحه
ولا تزال اللمسات المُنفرة تسلخ جسدُه

فليعلم من بالأرض أن الشرير ليس إلا بطل لم تأتيه فرصة دور البطولة فكُتب عليه الشر عمدًا

فيلعلم من بالأرض أن سعد وهدان لم يُخلق شيطانًا
بل صُنِع...

نزع سُترته الجلدية يلقي بها على ظهر مقعد سيارته الأحدث من نوعها، ومعها أمال ظهره بروية ليلتصق بجلد المقعد قبل ما يغلق أبواب جفونه يُظلل بهما على عينيه..

كانت محادثته مع رؤوف مرهقة، بل أكثر من مجرد إرهاق، خاصةً بعد ذلك اليوم حين سار خلف سيارة الشرطة الناقلة حتى السجن المنشود وطمأنه، هناك
هناك فقط همس له رؤوف ببضع كلمات
البضع القليل.. لكنه علم جيدًا كيف يصيبه بصميمه عبر بعض الكلمات

همس له: «لا تجعل أخيك سليلٌ لندباتك»
ومن حينها وندبات سعد على مر الزمن تتهاطل على ذهنه كهطول المطر!

وهو بعد أكثر من أسبوع هنا لتلك الجملة تحديدًا
لا يريد لأخيه أن يرثه
يرث ذكرياته المؤلمة وخيباته الرائجة

لا يستحقها عابد، بل لا يستحقها أي إنسي
لا أحد يستحق مهما كان قسوته أن يُنفى عن نفسه لسنوات طويلة وتحت حكم مغلوط!

وأخذ منه الأمر عشرة أيام ليقرر
ليتذكر
وليحكم..

انتفض موضعه يفتح جفنيه على غفلة حين وصله رنين هاتف قطع حبل ذكرياته، وما زاده همًا كون المتصل أخته سارة..

ورطة باللون الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن