ورطة باللون الوردي

الفصل الثاني والعشرون |مَن تكون؟|

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة ♠

________________

المَرء يُحشر مع خليلُه
فمالي لا أرى أخِلّة سوى الفراغ؟
قلبي مُتيّم وعقلي عليلُه
فمتى يُشفى دون عقبات؟

يقولون "طباخ السم يتذوقه"
فمالي كفأرٍ شريد
كلما أخطو خطوة أجد المصائد السامة
ما بالُه العالم يظن نفسُه بدوني جنة
وأنا هو الشَيطان الخبيث؟؟

شارد القلب، يائس النفس، بالي الهَيئة
يجلس بغرفته وحاله تعيس ميئوس
يُعلق أبصاره على الحائط والسكون يتخلل روحه
مشهد يمزق روابط القلب، وكانت هناك تراه من بعيد!

يجلس القرفصاء على فراشه المُـهترئ
علب السجائر تحيط به من كل نحو
يحيط قدميه بساعديه في وضعٍ جنينيّ
وبصره لا زال شاردًا لبعيد
لحيته نَمت عن ذي قبل
ملابسه مقطوعة الصدر
كانت ذاتها التي وانسته يوم الحادث
ومن حينها وهو كالمسجون
لا يأكل ولا يشرب إلا ما قد يبقيه على قيد الحياة
أما دون ذلك فكان سجين لأفكاره قبل الجميع..

عابد وهدان

للوهلة الأولى حين تستمع لاسمه يخطر ببالك ذلك الطباخ المرح الوسيم، واليوم حين تستمع له
يحق لك ذرف دمعة وربما اثنتان
يحق لك البكاء والحِداد، الاعتصام والنواح

يكفي لك ذكر اسم عابد وهدان
ذلك الفتى المبهج عاشِق الدعابة
حبيب الطبخ والمُزاح لا يُبلي للعيان
الآن هو لمصبّات الجِراح البَطن الولّادة
يالَل سذاجة!!

وكانت تراقبه هي من بعيد
تراها أنت كل الشر والوعيد
ويراها هو نَزيف قلبه حتى الصديد
وترى هي نفسها آدمي لا سعيد
لا يعرف من دُناه سوى الخَيبات
ومعها لا تؤمن إلا بالوَيلات
ولذلك تظل تراقبه في صمت
تخجل القُرب وتخجل الحديث
كيف وهو لحصاد فعلتها عالقٌ في الكَرب!

سمر
اسم فتاة قد تبغضها اليوم وربما الغد
قد تراها السيء بقصة الجميع
لكن إن أردت معرفة أسبابها فالأمر يسيرٌ جَد
ضِف حرف الألف لبداية اسمها
والناتج هو لون حظها

فلا تلومها بالشتائم والسَبّ!!

وبين خواؤه وترددها
اقتربت منه بخطوات حائرة يتملكها الرُعب والكبت
ترتدي عباءة بيتية أحضرتها من ضمن عزالها
تترك خصلاتها السوداء تتدلى خلف ظهرها
وتبرز منها جمال بياضها ونحت جسدها

تتقدم خطوة وأمامها ألف من التردد
ومع ذلك جرت قدمها برويةٍ حتى وصلت هنا.. أمامه
كان لا يزال متبلد الوضع والحديث ولولاها هي لظل الصمت سيد المكان

_عابد؟

كان همسًا خفيض، ومع ذلك وصل لمسامعه وبه لم يبدي أي مشاعر، فقط حوّل نظراته تجاهها يتفحص هيئتها قبل ما تُكمل
_أنا.. محضرة الأكل برا، أنت بقالك أسبوع مكلتش حاجة و... عايش على المياة والسجاير!