ورطة باللون الوردي

الفصل التاسع |غير آدمي|

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة ♡

________________

في يومٍ ما..
هربت الجميلة من الوحش
واليوم... نراها تهرب إليه
لعلّها علمَت وتعلّمَت أن
دُنيا الواقع وحشيّة ومُرعبة
وأقسى بكثير من مُجرد مَسخ بأنياب لامعة!

تجلس قِبالته بأعين ناعسة وقلب بارد، رغم أننا بمنتصف الأشهر الصيفية، إلا أن الشتاء يغمرها.. تشعر وأنها باردة تمامًا.. تكاد لا تُميز من أين يُشَع ذلك الصقيع، أهو جسدها، أم قلبها؟؟!

من حينٍ لأخر تذهب أنظارها لحيث يكمن الصغير، كان بالفعل نائمًا على أريكة ما أمامها وملامح الإرهاق والتعب بادية عليه بوضوح، يؤلمها قلبها كلما تتذكر ما فعلته به.. لقد مشى الصغير قرابة خمسة كيلو مترات على أقدامه، والبقية كانت تحمله!!
لولا أنها حفظت الطريق واستطاعت السؤال عنه لانهارت بمنتصف الطريق، لما تحملت السير لشارع واحد، لما حاولت النجاة حتى.

طالعتهُ بأهدابها الحادة تناظر تنهديته من حينٍ لآخر أثناء مكالماته الهاتفية.. هي جديًا منذ أن سمح لها الدخول وهي جالسة تنظر له عبر زجاج  الشرفة التي يقف بها ليجري اتصالاته.. كادت أن تغفو للنعاس لولا إتيانه وأخيرًا يقترب منها بخطواتٍ بطيئة لتدب الرعب بقلبها مرة تلو أخرى
حتى جلس بالكرسي المقابل لها يحدجها بنظراته الملتهبة

_عرفتِ مكاني منين؟

سألها فجأة ودون مقدمات لتتنهد وكأنها توقعت سؤاله بالفعل
_من يومين.. بسّام كان ناوي يجيب رجالة في الحارة هنا و.. ويأذوا إخواتك، وقت ما كان بيبلغ عنوانك لرجالته كنت أنا بفكر أهرب إزاي، فكتبت العنوان في ورقة لوقت طارئ زي دلوقتي.

أنهت كلامها المبعثر ليومئ لها وكأنه يقيم حديثها بذهنه مكملًا
_وليه أنا؟

حمحمت
_الكل عارف عداوة بسام معاك، وحد زي بسام مكانش فيه حد هيعرف يقفله غيرك، عشان كدا... جيتلك

_والمطلوب مني أوافق؟

قالها بتهكمٍ واضح أرعبها

مـ.. مهلًا، أ مُحتمل ألا يوافق؟
لم تدري بنفسها إلا وهي تنزف دموعها بصمتٍ وقد هلع قلبها للفكرة، قد لا يوافق؟ قد يسلمها لبسام؟ قد يقتلىها؟ قد يلقيها بالشارع؟
لا!!!

تجاهل دموعها وهيئتها الضعيفة قبل ما يجحد بكلامه لها
_هوافق بس عشان أحر-ق قلب بسّام وأردله القلم اتنين، مش عشان طيبة قلبي ولا حنيّتي!