الفصل العشرون |كَشف المستور|

5.1K 460 649
                                    

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة★

________________


الواحدة بعد منتصف الليل
|بتوقيت غَلبة القَلب|

_بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
بالرفاء والبنين إن شاء الله

أغلق الشيخ دفتره يُلملم متعلقاته قبل ما ينهض بتعبٍ نظرًا لكبر سنه قبل ما يهتف موجهًا حديثه لشاهين
_متنساش يا شاهين تشهر الزواج بكرة بعد صلاة الجمعة، أنا عارف إنها جت فجأة زي ما قولت بس الإشهار واجب يابني

هز شاهين رأسه له يتمتم بتيهٍ
_أكيد يا سيدنا الشيخ

وهكذا جمع المأذون أشياءه يغادر المكان بعد إلقاء التحية والمباركات، وبمجرد غلق الباب خلفه عم الهدوء المخيف والسكينة القاسية بالأجواء..

سكون مُميت يجفلك للوهلة الأولى قبل أن تقتُلك وحوش المشاعر السلبية المنتشرة بالهواء، الغُمة تعمي عقولهم عن الواقع، والضيق يُضيق أعناقهم حد الاختناق.. كل شيء يوحي باللا شيء!

وعلى حد الأطراف.. يجلس عابد بذات جلسته منذ ساعات؛ يستند بجل جسده على ظهر الأريكة مُريحًا رأسه على الحائط جاحظ الأعين وكأنه منزوع العقل، مكلوم القلب، بدنيا غير الدنيا وبعيدة كل البعد عن أرض الواقع القاسية

ولولا وتيرة أنفاسه المنتظمة لأجزموا أنه ميّتًا!
وإن كان ميّت الروح حيّ الجسد
كان فارغًا، خاويًا، تائهًا بشكلٍ فظيع
بشكلٍ جعله يكاد يرمُش بين الدقيقة والأخرى!

الإخوة وهدان
أولاء الذين يُحلف بهم بين شباب وابناء الحارة
نراهم اليوم كعلكةٍ مقهور
بين أفواه كل مارٍ عَبور

ويعزّ عليّ قَول "إخوة" آنذاك..

قاطع الشحنات المُذبذبة بينهم في الهواء صوت شخص ما ولج من بابهم بعدما فتح قِفله

_شاهين.. أنا وضبت الشقة زي ما قولت، هي مش أحسن حاجة بس مؤقتًا لحد بكرة.

أنهى تلك الكلمات الحائرة شُعيب بلسانٍ مجبور، كان يشير بحديثه لتلك الشقة المهجور والموازية لشقة طارق ومريم ولكنها لم تُسكن للآن، حينها فقط ابتلع شاهين غصة جرحت حنجرته قبل ما يهتف بصوتٍ بارد
_إطلع يا طارق لمراتك وإدي سمر مفتاح الشقة

ثم ودون مقدمات قذف له المفتاح حتى أن طارق إلتقطه على آخر ثانية وكأنه لم يتوقع رمية شاهين له، ومع ذلك حمحم يومئ ليخرج يمرن أقدامه المتيبسة منذ ساعات ليصعد لزوجته ومعها يُنبه سمر التي تجلس في شقته منذ كتب الكتاب حول منزلها الجديد...

وبمجرد أن وصل لبابه وقبل أن يطرق فُتح الباب تطُل منه زوجته الميمون تجفل قلبه باتساع عينيها الملحوظ بتكحيلها ليلة أمس، وطول خصلاتها المرموق، وما أن كاد أن يبلغها بمناداة سمر حتى استوعب هيئتها المغرية ليتأفف بانزعاجٍ

ورطة باللون الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن