الفصل الثالث والعشرون |خَيبات وَهدانية|

4.2K 412 546
                                    

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة ♠

________________

طلبت مني تعريف نفسي
فأخبرتها: أنا فتى لا أحمل صفات اسمي
عُمري أربعة وعشرون هزيمة
وانتصار وحيد
أنتِ..

_حضرتك تعرفني؟

كررت جملتها حين لاحظت تيبّسُه مكانه، ومع ذلك استطاعت تمرير عيناها بلمحة عابرة حول هيئته، خصلاته الطويلة والتي جذبت انتباهها منذ الوهلة الأولى، حديّة عينيه الصافية، ورَتابة ملامحه الهادئة، ومع طول جسده الملحوظ وضخامته لا تعلم لما شبهته داخل ذهنها بـ"هيرقل"

أسطورة إغريقية خرافية لابن الإله زيوس سمعت عنها منذ القدم
واليوم تجسدت الأسطورة على مَرمى بصرها
بِه!

ولم يكن هو داريًا بكل العُقد برأسها
حتى أنه اقترب خطوتين يحاول استيعاب فكرة نسيانها له من جديد وهمس

_أنتِ مش فكراني؟

كادت أن تجيب بالنفي.. هي جديًا لا تعرفه وإن كان قريب من شبح شخص ما في مُخيلتها، ربما كانت هيئته مماثلة لأخرى في ذهنها، لكن.. من هو؟

حتى لمحت شيء ما
لمحت بطرف عينها لوحة خشبية يمسكها هو بإهمالٍ بينما يحدق فيها باستفهامٍ، لم يتبين لها من اللوحة شيء خاصةً وأنه يمسكها بطريقة يقابلها بها ظهر اللوحة لا وجهها، ولكن.. بمجرد استيعاب أنه يمسك لوحة ما بين أنامله تربطت الخيوط المنقطعة بذهنها

ذلك الرجل
تلك اللوحة
أعينه البُنية
خصلاته الطويلة
نظراته المُغرية...

لقد رأته من قبل، إنه..
رجل اللوحة!!!

_شـ.. شُعيب؟

قالت كلمتها بنبرة تسائلية أكثر من كونها معرفية، وعلى آثرها رغم ترددها ابتهجت ملامحه هو يردد بحماسٍ

_إفتكرتك مش عارفاني!

اضطربت آثر حديثه ولحماسته الشديدة، حتى أن حدقتيها لفّا المكان حولها تهرُبًّا لثوانٍ قبل العودة للتحديق في خاصته

_لأ أنا بس.. مخدتش بالي

تفهّم أمرها يومئ على مهلٍ
_فرصة سعيدة يا چيـن

لم تستطع ألا تُردد نطقه لاسمها في ذهنها، لا تعلم لما لكنه ينطقه بشكل مميز وخاص جعلها تُقلده في نطق اسمه كذلك
_أنا أسعد يا شُعيّب

تنهد براحةٍ لا يفهم مصدرها حينما بدأت محادثة جديدة في محاولة لتخفيف الحرج عن نسيانها له في البداية

_أنت إيه اللي جابك هنا؟ أقصد.. غاوي زيارة متاحف وكدا؟

وجّه أنظاره لها بطولها القصير بشكل ملحوظ عنه والذي يحدّه خصلاتها السوداء القصيرة قبلما يتحدث

ورطة باللون الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن