ورطة باللون الوردي

الفصل الثامن |إلى عرين الوَحش|

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة♡

________________

أنا موجٌ عالٍ
في بحر مفتوح
تقوده رياح خواؤه
فماتت أحقيّته في البوح

_عابد.. أنت مطرود

كان آخر ما سمعه قبل وصوله لتلك الحالة
أعين مُدمية دموعًا، حال مبعثر، وشعر مشعث
لم يعتاد على تلك الحالة الميئوس منها لفترات طويلة ولكن.. ماذا عساه أن يفعل؟ كل شيء يجبره على البُعاد وهو والله أبعد ما يكون
كيف يهرب منه؟؟

عابد وهدان لم يكن يومًا مجرد شاب فاسد عاطل، دام عمره الخمس والعشرون يبحث هنا وهناك عما يحتويه، سواء أم، علم، أو عمل.
خريج سياحة وفنادق وبتقدير جيد جدًا، ماهر جدًا بالطبخ والجميع يعلم، محترف ودقيق بعمله، وشغوف بما يفعله
فقط شيئان يعكران عليه صفو حياته...

مرضه
وسمر

مرضه لأن له يد بل وأكثر من يد في حالته المشتتة تلك، بحق الرب كيف لطباخ محترف أن ترتعش أصابعه عند التقطيع؟؟
وآخرها جرح يده عن طريق الخطأ أثناء تقطيع البصل وتلويث دم يده لمقتنيات الخضروات
مما تسبب بطرده!!

ألم يكفيهم جرح إصبعه أثناء التقطيع؟
بل طردوه لأنه لوث مطبخهم بدماء جرحه!

الأوغاد!!

وسمر لأنها تفصله عن هوايته الوحيدة في الحياة.. مغازلة الإناث..

لم يُولد مشاغب هكذا ولا لعوب
هي فقط شيء داخلي خاطئ
يفعله ليعوض نقصه الصحي
ليقنع نفسه أنه لا زال يستحق الأفضل..
يستحق الحب!

ويا ليته أتى بسيرة إوزة عرجاء
لأنه وأثناء دلوفه لحارته مثقول الكاهل، وجدها هُناك مُحاصرة بزُقاق ما.. بين أربعة شُبان!

اقترب بخطوات مترنحة تنم عن تعبه
عابد أتم اليومين بدون الطعام، ممتنع عنه سوى لقيمات صغيرة تصلب طوله فقط ليعاقب نفسه على ما لم يفعل!

ولأنه إنسان طبيعي، ولأنه مريض سكر
هو على مشارف الإغماء الآن

وصل عندها لتلتقط أذنه بضع الكلمات

_ لو مبعدتش أنت وهو وديني لأفرج عليكم الحارة
_ ما تجربي حظك كدا وورينا؟

الحقير كان يتحدث بثقة لأنه على حق للأسف، الساعة التاسعة والنصف صباحًا، من سابع المستحيلات أن تجد حي يرزق في تلك الحارة البالية، لولا سمر التي تفتتح محل أبيها للصابون ما ظهر مخلوق بها، حارة رعناء...

كوّر عابد قبضته غاضبًا يكبت عصبيته قبل ما يسمع صوت آخر
_ ها قولتي إيه يا عسلية؟

قالها بصوت ثمل ميّزه عابد جيدًا؛ لذا ودون تردد وضع كفه على كتف ذات الرجل يرُد
_العسلية دي تبقى لمؤخذة.. اللي خلفتك