الفصل السادس عشر |ملحمة آل وهدان|

4.3K 425 453
                                    

بسم الله
صلوا على رسول الله

قراءة ممتعة♡

________________


اليوم، وبتلك اللحظة...
أحدثكم من داخل حارة نديم العوضي
حيث نشبت النيرانُ، وحلّت الساعة.

هنا وبقلب الحارة..
كان يقف سعد وإخوته الأربعة اثنان على يمينه واثنان على اليسار، وخلفه يقف جيشٌ من رجاله بأسلحتهم النارية، والضعيف من بينهم يحمل أسلحة بيضاء..
وعلى الجانب المقابل من الحارة كان يقف بسام وخلفه أربعة عربيات نصف ناقلة تحمل من الرجال ما يكثر ويفيض، وبيد كل منهم سلاحه وأكثرهم كانوا يحملون قيود من الحديد والنحاس يلفونها حول كفوفهم بتوعدٍ مقيت

وبالمنتصف.. هناك چين وخلفها سيارتها السوداء التي نزل منها فارس توًّا حين شعر بالخطر في الأنحاء
وبين ذلك وذاك كان يقف "مُرسي" وجانبه دراجته والتي أشبه بكوب عصير فراولة وسط زجاجات الخمور والفحشاء!!

ووسط جوٍ حازم مليء بالترقب والحذر.. اقترب سعد بتروٍ حتى قابل "مُرسي" تمامًا
حينها فقط أخذ نفسًا يزفره جوار أذن الآخر وهمس
_هعد من واحد لخمسة، لو مختفتش من قُدامي ورجعت لمكانك، وديني لترجع جُثّة

_يعني إيه، أنت بتهددني!!
قالها باندفاعٍ أهوج، غبي هو الذي يقف قبالة سعد وهدان.. وخاصةً في موقف كذلك!

حينها ووسط الغوغاء المحيطة؛ ابتسم سعد بجانبية.. بسمة بثت الرُعب بقلب مرسي والذي ابتلع غصته يغمغم

_أخوك سار'قني في ألفين جنية وكل ما أجيله يتهرب مني، مع إني ممكن أفضحُه و...

قاطعه بنبرة أخرسته
_واحد...
قالها يعد منفذًا قوله، ومن هَول الموقف تصنم الآخر بموضعه يحاول استيعاب موقفه!

_اتنين...

هنا ولم يستطع مرسي أن يسيطر على رجفته الداخلية وكاد أن يقسم أنه يشعر بتعرقه حتى!

_تلاتة..
صحب سعد كلمته باخراجه مُسدسه من جيبه يشد زناده بقوة أجفلته!
ولم يكاد سعد أن يعد الرابعة حتى وجد مرسي فوق دراجته يحركها لينطلق بعنف بعيدًا وهو يكاد يسبب حادث سير أثناء هرولته بالدراجة في رعبٍ بادٍ حتى من بعيد!

ولم يكد أن يتحرك سعد مسافة بوصة من مكانه حتى هتف بصوتٍ عالٍ نسبيًا
_شُعيـب

انتبه له أخيه ليقترب بحذرٍ يترقب حديثه الذي استرسل
_خُد الجماعة فسّحهم..

قالها يشير بعينيه لچين وفارس الذان لا زالا بموضعهما يحملقان في سعد وكأنه خارج من فيلمٍ سينيمائي ما مثلًا..
وبتلقائية توجه شعيب لهما يشير لهما بالذهاب معه، وحين رآهم لا يستجيبون له جذب يد كلٍ منهم بكلتا يديه يشدهما برفق حيث يأمن

وهي كانت تناظره بـ.. غرابة؟!

نفس اليد ونفس الطريقة ونفس الهرولة بعيدًا
مشهد تكرر لاحت به ذاكرتها لتتسع عيناها بإدراك في نفس الثانية.. إنه هو... غريب المعرض الذي زارته أمس!

ورطة باللون الورديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن