الفصل العاشر

75 4 3
                                    

الفصل العاشر (صدمة)

عندما دلف الى غرفتها مجددا كانت قد ذهبت بالفعل وتركت المال الذى اعطاه له مكانه على الارض ،كما تركت جميع الاغراض التى جلبها لها وخرجت بالعباءة نفسها التى جاءت بها
لماذا تركت كل هذا وذهبت ؟ أ يكون قد اخطا بشأنها، بالطبع لا ،بالتاكيد
لانه لايملأ جشعها وتطمع فى ماهو اكبر ،هذا هو التفسير الوحيد الذى اهتدى اليه عقله
،دلفت سما عليه متسائلة بدهشة
_هو ايه اللى حصل ياابيه ، سيلا خارجة من القصر وهى بتعيط ،بنادى عليها مابتردش عليا ،انت زعلتها ؟
حمزة بعصبية
_انسى البت دى خالص وماتجبيش سيرتها على لسانك تاتى ،انتى فاهمة
سما بعدم فهم
_طب هى عملت ايه ،فهمنى؟
-بترسم على جدك عايزاه يتجوزها ويكتبلها كل املاكه باسمها
سما باستنكار
_لا ياابيه اكيد انت غلطان سيلا مش كده خالص ،دى اجدع واحدة انا قابلتها فى حياتى
حمزة بحدة
_يعنى ماما بتكدب ؟
-لا انا مقولتش كده ،بس اكيد ماما فهمت غلط
حمزة باستنكار
_ولا غلط ولا حاجة ، انا كمان اتغشيت فيها فى الاول
فكر للحظة انه لثانى مرة تخدعه المظاهر والوجه البرئ الطفولى الذى يخفى خلفه حرباء تتلون على كل لون حسب اهوائها ومنفعتها الخاصة
تابع ببانفعال
_ هما الاصناف دى كده طماعين ومستغلين،كل ماتديهم يطمعوا فيكى اكتر ،
شافت جدك راجل كبير ومريض، قالتلك اتجوزه كام شهر  وبعدين اورثه واطلع منه بقرشين وبعدين اعيش حياتى مع واحد من سنى

دلف الجد على كرسيه المتحرك وهو فى قمة غضبه وقد استمع لكلمات حمزة الاخيرة
_طب ولنفرص ان هى كده زى مابتقول ،معندكش ثقة فى جدك ،ولا فاكرنى راجل اهبل وبريالة هفكر فى واحدة قد احفادى
تابع بحدة
انت اكيد مش فى وعيك ،ازاى تتهمنى اتهام زى ده ؟
حمزة بنفى
_العفو ياجدى انا مبتكلمش على حضرتك ،انا اقصدها هى ، هى قاصدة تعلق حضرتك بيها علشان متبقاش قادر تستغنى عنها وبالتدريج هتكرهك فينا لغاية ميبقاش ليك حد غيرها وهو ده اللى هى بتخططله
القبطان سليم بغضب عارم
_هقولك ايه ،ماالعيب مش عليك ،العيب على الحية اللى دست سمها فى ودنك اول ماوصلت، ثم تابع
بامر لايقبل النقاش
_تروح حالا تعتذر لسيلا وترجعها ،والا عمرى ماهسامحك و هرجع المستشفى ومش هعيش معاكم
هنا تانى
حمزة بغضب و اندفاع
_وبتقول ان مفيش بينكم حاجة،امال ليه محموق عليها كده ؟
الجد سليم بعصبية
_اخرس قطع لسانك ،لا ده انت اتجننت رسمى ،امشى من وشى مش عايز اشوفك قدامى
ذهب حمزة من امامه وهو يستشاط غضبا ،استقل سيارته وساق باقصى سرعة عله يهدا من فورة غضبه فالاول مرة يتشاجر مع جده هكذا وبسبب من؟ امراءة غريبة لاتمت لهم بصلة ،ايعقل ان يفضلها جده عليه ، الا اذا كان حديث والدته صحيح
ظلت الهواجس تراوده هكذا حتى وجد نفسه امام بيت صديقه ياسين
_______________
لم تكف عن البكاء لحظة واحدة حتى مع محاولات نهى المستميتة للترفيه عنها
_بقى المز القمر ده يطلع اخلاقه زبالة كده ،صحيح ياولاد الحلو مايكملش
ام نهى
_ياسلام لو خطيبك يسمعك كده وانتى بتتغزلى فى راجل تانى
نهى بمزاح
_ده اعجاب بالجمال ياامى مشروع لكل الناس عادى
سيلا بنبرة باكية
_انا بس لو اعرف عملت ايه خلاه هجم عليا كده كنت استريحت
_خلاص يا سوسو روقى بقى وفكك منه ،واللهى ده انا مبسوطة اوى انك جيتى علشان تيجى تنقى معانا انا وهيثم فستان وبدلة الفرح ،واهو تغيرى جو وتروقى معانا شوية
سيلا برفض
_لا معلش يانهى اعفينى انا ماليش مزاج
_لا وحياة امك مبقبلش اعذار ،هتيجى يعنى هتيجى
_ياستى انا مش عايزة ابقى عزول
_عزول ايه ياهبلة انتى ماهو لو مش انتى
هتبقى ماما ،وماما زى ماانتى شايفة خطوتها تقيلة ومش هتقدر على اللف
ام نهى
_اه واللهى يابنتى ده انتى تبقى عملتى فيا جميلة
تنهدت باستسلام
_خلاص اللى تشوفوه
___________________
انتفخت اوداجه  بغضب لايزال يرتسم على ملامحه
_انا مش مصدق ان جدى يطردنى بالطريقة دى علشان واحدة جايبها  من الشارع
ياسين مهدئا
_ياعم ولا طردك ولا حاجة انت بس اللى مكبر الموضوع ،شوية وهتلاقيه بيكلمك ويقولك ارجع
حمزة بعصبية.
_ حتى لو قالى ارجع مش راجع
اخرج الهاتف من جيبه
_ وادى التليفون اهو هقفله خالص
_ طب اهدى ومتفكرش فى حاجة دلوقت ،انا هطلب
بيتزا اطلبلك.معايا؟
حمزة بحدة
_مش عايز اطفح
ثم تنهد زافرا لانفاسه
_انا اسف ياياسين متزعلش منى اعصابى متوترة شوية
نهض ياسين من امامه وهو يهتف
_هقوم اعملك كوباية ليمون تروق بيها اعصابك على ماتخش تاخدلك دش ينعشك وبعد كده  هقعد اسمعك للصبح   
تنهد حمزة بقوة ..
- تعرف انى بحسدك على عيشتك لوحدك ،عايش حر نفسك ،مش شايل هم حد   ولا  حد مسؤول منك
تنهد ياسين بحرارة
_حد يحسد حد على وحدته بردو ،ده انا لولا الشغل كان زمانى اتجننت
حمزة بدهشة فكل يوم يكتشف شئ جديد عنه ،  فقد كان  يظنه سعيد بتلك الحياة و لا يبالى بشئ، ، او هذا الذى يصدره للناس  ولكن يبدو ان بداخله مشاعر عميقة يدفنها بداخله ولا يبديها لاحد حتى هو صديقه الانتيم  ليهتف بتساؤل
_طب ماترجع تعيش مع اهلك ايه اللى منعك؟
تنهد بقوة زافرا لانفاسه
_ارجع لمين بقى، لجوز امى ولا مرات ابويا ،انا كده مرتاح
_يبقى مفيش غير انك تتجوز المزة اللى بتحبها،وخلى بالك البنات مابتحبش الراجل المتردد بيحبوا الر اجل اللى يقتحمهم ويخلص ويجيب من الاخر
ابتسم ياسين ضاحكا
_ياخويا اللى يسمعك كده يقول انك مقطع السمكة وديلها مش هى بنت يتيمة اللى حبيتها وعملتلك عقدة من الصنف كله
تغيرت ملامح حمزة بالم فادرك ياسين انه اخترق منطقة حساسة لديه لم يكن هناك داعى ان يتطرق اليها
_انا اسف ياحمزة مقصدش
_بتعتذر على ايه انت عندك حق، انا فعلا ضيعت عمرى على وهم اسمه الحب ، بس انا اقدر اعترفلك دلوقت انى محبتش جيسى حب حقيقى كل اللى كان شاغلنى هو سؤال واحد ،ليه؟
ليه انسانة اديتها كل حاجة، مخدش منها فى المقابل غير الغدر والخيانة
_من غير ليه على راى عبد الوهاب،فى ناس طبيعتهم كده ، اسمحلى انصحك انا كمان واقولك
انسى وادى لنفسك فرصة تانية
،فرصة انك تحب وتتحب من جديد ؟،عارف انك خايف تتجرح تانى بس ده مش هتعرفه الا لما تخوض التجربة بنفسك مش احسن ماتندم بعدين بعد العمر مايجرى بيك انك حتى محاولتش
رن جرس هاتف ياسين النقال فضغط على زر الايجاب دون ان يتبين الاسم
_الو
اتاه صوت سما الباكى فى الجهة الاخرى
_ابيه حمزة معاك ياابيه
ياسين بقلق
_مالك ياسما بتعيطى ليه فى حاجة حصلت
اخذ حمزة منه الهاتف
_فى ايه ياسما ؟
حمزة ببكاء
_عمالة اكلمك تلفونك مقفول ليه  ، جدو رافض ياكل او ياخد الدوا من وقت ماسيلا مشيت ،ومصمم يرجع على المستشفى ،انا خايفة يجراله حاجة يا ابيه،ومش عارفة اعمل ايه ؟
نهض حمزة على الفور يلتقط اشيائه
_طب ماتقلقيش انا هتصرف
ياسين _هتعمل ايه ياحمزة
التمعت عين حمزة بمكر
_انا عارف كويس هعمل ايه ؟

انت العوضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن