Part 4

520 15 0
                                    

نظرت له بشراسة تريد تقطيع وجهه بأظافرها ضربته على صدره تسأله بنبرة متألمة ( عملت فيها إيه)

إرتفعت زاوية فمه بشيطانية قائلاً وهو ينظر داخل عينيها بلامبالاة ( قتلتها )

تراخت قبضتها على صدره، تنظر له بتمعن تحاول أن ترى سخريته أو كذبه، لكنه كان جامداً، كل شىء بدا لها ساكناً عدا غصة فى قلبها ظلت تدوى، هزت رأسها رافضة تصديق ما قاله تسأله بنبرة تُقطع القلب ( هى فين، إنت مقتلتهاش لا )

قرب وجهها منه أكثر يضحك بسخرية ( وإيه اللى خلاكى متأكدة أوى كدا)

لثانية تلاشى هدوئها، نفضت يده تُبعدها عن وجهها وهى تصرخ فى وجهه ( عشان متقدرش تعمل كدااااا.. " نزلت دموعها بقهر، تُكمل بصوت خافت ".. شكلك ميقولش إنك مختل لدرجة إنك تقتل )

رفع حاجبيه ينظر لها بإستنكار وأكمل بنفس السخرية ( البركة فى أبوكى )

مسحت دموعها تأبى أن يراها، تقترب منه حتى وقفت أمامه وأمسكته بكلا يديها من جاكيته قائلة بأعلى صوتها ( أنا مليش دعوة باللى بينكم.. أنا معرفش عملك إيه.. روح خد حقك منه)

صرخ هو فى وجهها هذه المرة قابضاً على شعرها يهزها بعنف ( ليكى إنك بنته.. هندمه على اليوم اللى خلفك فيه.. حق أخويا هاخده منك ومنه.. كل لحظة أخويا إتألم فيها هخليكم تعيشوا أضعافها.. هخليكى تتمنى الموت.. هخليه يبكى عليكى زى ما عمل فينا )

بالرغم من وجعها وإحساسها بأنه سيقتلع شعرها ضحكت.. ظلت تضحك وتبكى بنفس الوقت ناظرة له وهى تهمس بقهر ( صدقنى لو عاوز تِبَكِيه يبقى إختيارك غلط، أنا مفرقش معاه، لو قتلتنى قدامه مش هيتحرك.." ضحكت تُكمل بوجع ".. إنت لو كنت خطفت الحارس بتاعه كان ممكن يموتك، كنت هتلاقيه هو اللى بيجرى وراك عشان يلحقه حتى لو بيموت.." خَفت صوتها أثر البكاء ".. لكن أنا ولا حاجه بالنسباله، أنا مليش غير القطة بتاعتى واللى هى ملهاش ذنب.. أنا عاوزاها )

ترك شعرها لتقع أرضاً تصرخ بأعلى صوتها تنادى على قطتها.. أخفت وجهها بيديها، وظلت تبكى لمدة لا تعلمها، وهو واقفاً كالصنم أمامها لا يتحرك..

عَلَى صوت شهقاتها لا تصدق أن قطتها قُتلت، لا تصدق أنها لن تراها..

تجمدت للحظة عندما سمعت صوتها، فرفعت رأسها سريعاً تجاه الصوت، لتجد رجلاً واقفاً يحملها، أخدت نَفَسها براحة تشعر أن روحها عادت لها، قطتها تنظر لها تُصدر صوتاً كأنها تناديها..

صدر منها إبتسامة مُتعبة وإستقامت تقف بعدم إتزان تقترب منها، قفزت عليها قطتها، فأخذتها بين حضنها تُقبلها بلهفة.. ثم جلست أرضاً تبكى وتضحك وهى تُقبلها فى جميع أنحاء وجهها تقربها من حضنها أكثر كأنها تريد وضعها بداخلها..

كل هذا تحت نظرات شريف الواقف ينظر لها بصدمة.. يمرر نظراته لعينيها المنتفخة وخديها الغارق بدموعها، وجهها محتقن بشدة..

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن