Part 10

352 11 1
                                    


خرجت لتجده واقفاً أمامها إقتربت منه تفتح فمها لتتحدث، فقاطعها صوته ( أنا مش فايق لأى خناق، فإس..)

لم تجعله يُكمل قائلة بصوت مبحوح جعله يتسمر مكانه ( أنا موافقة )

بعد عدة لحظات إستدار لها ببطء يسألها ( موافقة على إيه )

مسحت دمعة فرت من عينها سريعاً، لتقول وهى مخفضة الرأس لا تستطيع النظر لوجهه ( موافقة أتجوزك.. " صمتت ثوانى ثم بللت شفتيها تُكمل ".. وممكن أساعدك تجيب حق أخوك )

إقترب منها حتى وقف أمامها، ثم مد يده يرفع رأسها لتلتقى أعينهم، نظر لها بتمعن يحاول قراءة أفكارها، لأول مرة يرى نظراتها ضائعة، محطمة، لقد عَهِدَ نظراتها الباردة القوية، فسألها بنبرة هادئة ( إيه اللى خلاكى تغيرى رأيك )

ترقرقت الدموع فى عينيها، تشعر بدوار يصيب رأسها، فأغمضت عينيها تضغط على رأسها..

بدون أى كلمة مسك يدها يجذبها خلفه، أجلسها على الأريكة وجلس مقابلاً لها، وضع الماء فى الكوب ومده لها، أخذته لتشربه كله، كانت تشعر بجفاف حلقها..

وضعت الكوب أمامها، لأول مرة تشعر بعدم قدرتها على النظر فى عين أحد، بالرغم من أنها لم تُخطئ فى حقه، إبتلعت ريقها قائلة وهى تضغط على أصابع يدها ( شكراً )

ظل منتظراً أن تتحدث لكنها صامتة تنظر أرضاً تضغط على أصابعها فقط..تنهد قائلاً ( إرفعى راسك.." عندما نظرت له أسر عينيها مع عينيه يسألها ".. غيرتى رأيك ليه )

أخذت نَفَسها وزفرته بهدوء تهدئ من ضربات قلبها ثم همست ( عشان كذا سبب )

عندما وجدته يتطلع فيها منتظراً أن تُكمل كلامها، تنهدت بحزن تُخبره ( وافقت أتجوزك عشان مش فى إيدى حاجه أعملها غير كدا، إنت مصمم وحتى لو رفضت هتتجوزنى غصب عنى.." إبتسمت بحزن قائلة ".. تعرف إنى دايماً كنت خايفة من اليوم دا، يوم عيد ميلادى ال21.." نزلت دموعها تقول بقهر ".. كل سنة من وأنا عندى 16 سنة يوم عيد ميلادى أتمنى ربنا ياخدنى عنده قبل ما يجى اليوم دا ، عمرك شوفت حد بيعتبر عيد ميلاده هو يوم موته، أنا لو كنت بكرا مع.." شهقت تبكى بحرقة".. مع بابا كان زمانى متجوزة برضوا.. " ضحكت تنظر له ".. شوفت!! مش مكتوب عليا أختار الشخص اللى هتجوزه، فأتجوزك إنت أحسن ما أتجوز واحد قد أبويا.. قذر )

قبض مازن على يديه يوجد صراع بداخله، لا يعرف ماذا يقول أو ماذا يفعل، إنتشله من أفكاره صوتها تُحدثه ( بالنسبة لعاوزه أساعدك ليه.." أغمضت عينيها تحاول نسيان شكل أخوه وأبيها يعذبه من عقلها، لتقول بصوت مرتجف ".. عشان مش عاوزه حد تانى يحصله زى أخوك، لو هو فعلاً بيعمل كل اللى قولته دا.." إرتفع صوت بكائها تتذكر عندما أخبرها عن عمل أبيها، لتُكمل ".. يبقى لازم يتحاسب حتى لو كان أبويا )

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن