Part 23

309 11 1
                                    


عندما أظلمت عيناه قالت بصوت خافت محتضر تريد أن تنهى هذه الحرب بينهم ( مفهوم )

نظر بداخل عينيها فقابلته نظرات باردة ميتة..

لا تصدق الطريقة التى ينظر لها بها، تريد أن تصرخ بوجهه وتنعته بكلام يُدمى قلبه كما فعل معها، لكنها صامتة تشعر بالكلمات تموت مختنقة فى حلقها، ترغب بأن تتحدث بها، أن تمنحها الحرية فى المغادرة، لكنها عاجزة..

ترك وجهها مبتعداً عنها، ثم إستدار وخرج صافعاً الباب خلفه..

إنتفض جسدها تنظر للباب المغلق، جسد بلا روح،هناك ظلام إستقر بداخلها..

عقلها يكرر كلامه " إنتى إزاى وسخه كدا ".." أمك وأبوكى معرفوش يربوكى ".." قذرة وزبالة ".." نمتى مع كام واحد ".." مش عاوز ألمحك ".. " إبعدى عن جيهان وحنين عشان متوسخيهومش "..

ظل عقلها يسترجع حديثه تشعر أن رأسها سينفجر، ففاضت دموعها تغرق وجهها، واضعة يدها على رأسها تضربها لتمنع عقلها من تكرار ما حدث..

إرتجف جسدها بشدة نتيجة لبكائها، فإستندت على الحائط خلفها منزلقة بجسدها لأسفل، يأتى أمامها ملامحه وهو ينظر لها بنفور كأنها قمامة ستدنسه..

رفعت ركبتيها لصدرها دافنة رأسها بركبتيها، جسدها يهتز بعنف، وصوت بكائها يعم المكان حولها..

بعد فترة طويلة من البكاء رفعت رأسها تشعر بدوار ساحق.. نظرت أمامها بشرود، يمر أمامها شريط حياتها وكل ما تعرضت له..

تفكر ماذا فعلت ليحدث لها كل هذا ؟!، تشعر ‏وكأن أحدهم إستخدم حياتها بطريقة سيئة من قبلها، فأتت هى لتتلقى كل ردات الفعل..

لقد ظنت أن الحياة أخيراً إبتسمت لها، لم تكن تدرك بأنها أوقعتها فى متاهات معقدة وأن النجاة منها صعبة..

تنفست بعمق توصل الأكسجين لرئتيها، وزفرته بهدوء خارجاً من فمها هواء ساخن، فاستنشقت دخان إحتراقها وذرفته دموعاً تفيض وجعاً لكل ما مرت به..
......................

فى الأسفل يجلس مازن يدخن بشراهه، لا صراخ.. لا عويل.. لا عزاء.. لكنه بطريقة ما يشعر أنه قد قُتل..

رفع رأسه لأعلى ناظراً لشرفة غرفتهم التى يعمها الظلام.. يتذكر نظراتها المصدومة وإرتجافها، كيف لديها هذه القدرة على التمثيل، لقد صدق برائتها، صدق خجلها ونظراتها المضطربة له، صدق إرتجافها عندما يقترب منها..

لقد وثق بها، سلم قلبه لها، نظر ليده التى صفعتها قابضاً كفه بغضب، هذه اليد التى كانت تتمنى أن تضمها لصدره..

هناك حريق بداخله، لم يكن يتخيل للحظة أن تكون هذه حقيقتها، لو أخبره العالم كله أنها هكذا لم يكن ليصدق أبداً، حتى رأى الفيديو، طوال حياته لن ينسى ما شعر به عندما رآها فى هذا الوضع..

حنان القاسى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن